ماذا تخفي كلمة "تمغروت" بالأطلس المتوسط من مدلولات إنثربولوجية؟!

ماذا تخفي كلمة "تمغروت" بالأطلس المتوسط من مدلولات إنثربولوجية؟! نساء مغربيات أمازيغيات
مدلولات انتروبولوجية  تكاد تختفي من قواميس الزمن المعولم... "تمرغوت" أو المرأة "الغضبانة"... من خصوصية الأطلس المتوسط وبعض المدن المجاورة له...
"تمرغوت" هي المرأة التي تضطر لمغادرة بيت الزوجية والعودة  إلى بيت الأهل، تقطع المسافة غالبا مشيا على الأقدام، وحتى يتعرف عليها الذين يصادفونها في الطريق تقوم بتثبيت علامة مميزة على جسمها تكشف مباشرة على هوياتها الحالية، أي أنها "امرأة غاضبة من الحياة الزوجية" "تمرغوت"، العلامة الدالة عليها تتعلق بلف فردة من شربيلها أو حذائها حول خصرها بحزام من ثوب، حيث تكون هذه الفردة مقلوبة جهة الخارج، وعلى كتفها تتمنطق بـ"كومة" تلفها حول صدرها "تكموست" تضع فيها بعضا من ملابسها التي ستحتاجها مدة إقامتها لدى أهلها في انتظار مخرج لأزمة تواصلها مع زوجها... تكون خطواتها سريعة، مظهرها يوحي بالكثير من النرفزة والتوتر، لا تلتفت يمينا ولا شمالا، بل تركز بصرها على الطريق، وأحيانا تكون الدموع تنهمر من عينيها، وبمجرد رؤيتها يتعرف عليها الأهالي بسهولة حيث يشيرون  إليها بعبارة "إنها تمرغوت"، وغالبا ما يقترن رأيهم بتحميل الزوج مسؤولية تحول زوجته إلى "تمرغوت"، أي أنه لم يكن في مستوى مسؤوليته  حتى تقرر زوجته مغادرة "الخيمة" والتوجه نحو بيت والديها أو اللجوء لدى أفراد من قبيلتها" ...
الزوج المنبوذ يكون مضطرا للحاق بها قبل الغروب، حاملا معه الهدايا حسب مستواه المادي، متوسلا للأهل بأن يتدخلوا لدي زوجته عبر إيقناعها بتخفيف مدة "الغضب" والعودة مبكرا إلى "خيمتها" وأحيانا يضطر الزوج بأن يقدم كبشا لزوجته "الغضبانة" حتى يعيد لها كرامتها ويدلل أنفتها لتنهي مدة "الغضب" حتى لا يشار إليه بأنه عديم العفة وقليل الرجولة... في بعض المدن المغربية القديمة مثل مكناس كانت بعض الجهات توفر ملاجئ للنساء "الغضبانات" تسمى "دار الغضبانات" حيث يقمن فيها مدة الابتعاد عن بيت الزوجية في انتظار إيجاد حل مع الأزواج، وقد اختفت هذه الدور مع تطور القوانين والتشريعات الخاصة بالأسرة وبروز جمعيات تلعب ادوار الوساطة والمصالحة بين الأزواج...