لنستورد مايكل دوغلاس من لوس أنجلس ونعينه واليا على البيضاء !!

لنستورد مايكل دوغلاس من لوس أنجلس ونعينه واليا على البيضاء !! عبد الرحيم أريري
في كل يوم يخسر 950 ألف بيضاوي ساعتين في المعدل بسبب الاختناق المروري بسبب فظاعة السير والجولان، أي أن العاصمة الاقتصادية تخسر مليون و900 ألف ساعة في اليوم، بمعني أن المدينة تضيع منها 963 مليون و500 ألف ساعة عمل في السنة نتيجة عجز السلطات عن التخفيف من حدة الاختناقات في الشوارع.
 
وإذا استحضرنا مساهمة الدار البيضاء في خلق الثروة الوطنية، التي تمثل الخمس مقارنة مع باقي الجهات بالمغرب، آنذاك سنعي حجم الخسارة وحجم المؤامرة التي تحاك ضد هذه المدينة. إذ لو كانت للمسؤولين «الكبدة» على الدار البيضاء لما ضاعت مليوني ساعة عمل في اليوم، حيث بدل أن تمثل حصة المدينة في خلق الثروة الوطنية بنسبة 19.2 في المائة، فلي اليقين أن هذه الحصة كانت ستكون 25 أو 30 في المائة، لكن أنى لهذا الطبيب أو الموثق أو المحامي أو رب المعمل أو الأستاذ أو الإطار ببنك أو شركة أو بمحكمة أن يستمر في الإنتاج وفي خلق الثروة في الوقت الذي نجد المسؤولين غير مبالين بقنبلة السير والجولان بأهم حاضرة بالبلاد.
 
فحظيرة السيارات بالبيضاء تجاوزت مليون و400 ألف سيارة، والدولة تفتح مناطق كبرى في وجه التعمير، غربا وشرقا، بدون تخطيط مسبق لضبط التمفصلات بين المجالات العمرانية الجديدة والمجالات الأصلية، والخريطة الإسكانية تغيرت بشكل أدى إلى ميلاد أقطاب حضرية بضواحي البيضاء بدون رابط بينها على المستوى الطرقي أو السككي أو عبر شبكة قوية للحافلات. (مثلا الرحمة، الهراويين، النواصر، تيط مليل، دار بوعزة، بوسكورة)، فضلا عن ذلك تم فتح عدة أوراش كبرى دفعة واحدة بدون منهجية وبدون استحضار الكوابح للتقليل من الخسارات (الباص واي، الترامواي، قناطر، إلخ....) بدون استنساخ نموذج الدول المتقدمة التي تحرص على فتح هذه الأوراش الكبرى وإلزام الشركات المكلفة بالتنفيذ على العمل ليلا ونهارا لتقليص مدة الإنجاز وتخفيف عذابات السكان (نموذج: شنغهاي، ميلانو، بركسيل، دبي..) يضاف إلى هذه الأعطاب العجز المزمن الذي تعرفه الدار البيضاء بشأن النموذج المتبع في الحكامة والذي يتواطؤ فيه كل الفاعلين والمتدخلين في الحقل السياسي، بالنظر إلى أن كل طرف «عندو مو في العرس» عملا بالمثل الشعبي: «اللي عندو مو في العرس مايباتش بلا عشا».
 
فالمجلس البلدي الحالي تائه و«معتوه»، رغم أنه المجلس التي توفرت له الأغلبية الكاسحة (ومسنود بأغلبية مريحة بالبرلمان والحكومة)، والسلطة استقالت منذ بدء حركة 20 فبراير وتركت النار تأتي على الأخضر واليابس بالبيضاء، والمكاتب الوطنية (مرسى ماروك، موانئ، صندوق الإيداع..) تقرر في منشآت تحاصر الدار البيضاء مطمئنة إلى غياب أي رادع يردعها لردها لجادة الصواب، ووزارة التجهيز ردمت كل المشاريع الخاصة بالمداخل الطرقية للبيضاء، وتم تجميد معظم المشاريع الطرقية المهيكلة الممكن أن تخفف من حدة الأزمة المرورية بالبيضاء (نموذج المدخل الجنوبي الرابط بين البيضاء والجديدة عبر دوار العراقي، أو الطريق رقم 50 الرابطة بين سيدي مسعود وسيدي مومن مرورا بالشيشان والمدينة الجديدة سيدي عثمان) ووزارة الإسكان «هرفت» على العقار الضاحوي للبيضاء وفتحت مدينة لخيايطة بدون أن تكلف شركة العمران نفسها عناء توسيع الطريق الرابطة بين ليساسفة ولخيايطة لامتصاص الصبيب الهائل الذي خلقته مشاريع الوزارة.
 
والنتيجة هي أن الدار البيضاء، إن لم يتم تدارك الوضع ، ستشهد عما قريب، ميلاد «مايكل دوغلاس» مغربي، على غرار مايكل دوغلاس الأمريكي في الفيلم الرائع la chute libre.( للمخرج الراحل   Joel Schumacher)، حيث اضطر البطل ( أي دوغلاس)، إلى إشهار بندقية في وجه المحيطين به لعدم قدرته على تحمل الإرهاق والعذابات اليومية الناجمة عن الاختناق الفظيع في المرور بمدينة لوس أنجلس الأمريكية وشرع في قتل كل من يصادفه في الشارع العام.
فهل هذا هو المصير المرسوم للبيضاويين من طرف من يدبر شؤونهم!؟
بئس المصير وبئس النهاية!.