عقدت هياكل حزب "التجمع الوطني للأحرار" المؤتمر الجهوي الأول، بجهة الرباط سلا القنيطرة، يوم السبت 14 ماي 2022 بمدينة سلا، بعد أسابيع من نجاح مؤتمره الوطني السابع. وعرفت أشغال الجلسة الافتتاحية للمؤتمر الجهوي حضور عدد من أعضاء المكتب السياسي للحزب في مقدمتهم راشيد الطالبي العلمي ومصطفى بايتاس وأسماء اغلالو ولحسن السعدي ونادية فتاح وأنيس بيرو وأمينة بنخضراء.
وخلال كلمته الافتتاحية بالمؤتمر، أكد مصطفى بايتاس، عضو المكتب السياسي، أن الحزب ثابت على نفس منذ 44 سنة وهي نفس الثوابت الحقيقية التي أصبحت اليوم ثوابت الأمة وبات منصوصا عليها في الدستور، بينما ''طوائف تمارس جمع الحطب في الغابات المظلمة في الليالي المظلمة''.
وأبرز أن الحزب ناضل منذ تأسيسه من أجل وطن قوي يسود فيه النظام الملكي والدين الإسلامي والخيار الديمقراطي، وظل صادقا دون مراجعات للمبادئ والقيم والثوابت، لذا ''لن نقبل بالدروس ممن قام بمراجعة تلو أخرى، ويشتغل بأجندة غير واضحة لا تنتصر للوطن والمواطنين''.
وأضاف بايتاس أن الحزب كان داعما للفرقاء السياسيين، مشيرا إلى أن التجمع ساند تجربة التناوب التوافقي، وقدم المصلحة العليا للوطن رغم أن نتائجه حينها كانت تسمح له بطلب المزيد من المقاعد، وهو ما ذكره عبد الرحمن اليوسفي في مذكرات ''أحاديث في ما جرى''.
وفي سياق آخر، أكد بايتاس أن مخطط المغرب الأخضر مكن من رفع القيمة المضافة العالية في القطاع الفلاحي بـ 12 نقطة أي ما يعادل 144 مليار درهم إضافية للناتج الداخلي، معتبرا أن مخطط المغرب الأخضر يعني اقتصاد 2 مليار متر مكعب من المياه، أي مقابل 5 سدود كبيرة ومتوسطة، مشددا على أن المخطط مكن من تحقيق الاكتفاء الذاتي في عدد من المواد بينها اللحوم والحليب والخضر والفواكه، رغم أن ''المخطط منذ صياغته وتطبيقه، مدارش وعد بتحقيق الاكتفاء الذاتي في الحبوب".
من جانبه هاجم القيادي رشيد الطالبي العلمي، الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، عبد الإله بنكيران، واصفا إياه بـ ''الحلايقي'' الذي يسب الأشخاص ويشجع على الفوضى بدل طرح البدائل، قائلا: ''عوض تقديم بدائل اقتصادية وبدائل لتطور المجتمع، يسب الأشخاص ويخضعهم للتقييم، لكن العقول الكبيرة تناقش الأفكار، والعقول الصغيرة هي التي تناقش الأشخاص''.
وأكد الطالبي العلمي على أن حزب الحمامة يطرح بدائل اقتصادية يوميا، لأن الاقتصاد يعرف تداخلات واعتمادا على الدول الأخرى في التصدير والاستيراد، وقواعد دولية في إطار العولمة، لكن عند مؤسسي الجماعة، نجد أنهم "يتبنون الفوضى وعدم الاستقرار، لذا فعندما يقول هذا الشخص (يقصد عبد الإله بنكيران)، أنه لا يريد الزيادة للموظفين، فذلك ليس خوفا على ميزانية الدولة، ولكن هو يريدهم أن يخرجوا إلى الشارع، وعندما يرفض مضامين الاتفاق الاجتماعي، فهو يريد أن تحتج النقابات في الشارع، هذه هي الأهداف غير المعلنة''.
وأضاف القيادي التجمعي أن الحزب حريص على تقديم بدائل في المجال الاقتصادي والاجتماعي، لكن ''لا نطرح بدائل للدين والنظام السياسي والثقافة المغربية، نحن مقتنعون بالنظام الملكي والدين الإسلامي وبالثقافة المغربية، هذه ثوابت نحن مقتنعون بها فعلا، وليس فقط لأن الدستور يفرضها علينا''.
وفي مداخلة مماثلة عبرت أمينة بنخضراء عن افتخارها بما وصلت إليه المرأة المغربية بصفة عامة والمكانة التي يوليها الحزب لدعم مكانة المرأة خاصة في مناصب القرار. وأضافت بنخضراء أن أول امرأة حصلت على وزارة المالية تنمي لحزب. وتابعت قائلة باعتزاز بأنه "لأول مرة في تاريخ العمل السياسي بالمغرب نجد مناضلتين من الأحرار عمدتين في أكبر المدن، ولدينا كذلك 13 برلمانية، مما يعني أن المرأة في التجمع الوطني للأحرار تحظى بموقع جد مهم يعكس أدوارها في المجتمع".
وفي مقابل ذلك شدد أنيس بيرو على أن وجود صعوبات تواجه الحكومة وتواجه المجتمع كما تواجه العالم والإنسانية، مؤكدا أنه في ظل هذه الصعوبات يشتغل الحزب لإيجاد الحلول مع كل المغاربة، ومع كل المؤسسات سواء أكانوا فاعلين اقتصاديين أو نقابات أو أحزاب سياسية.
وفي سياق آخر عبر لحسن السعدي، رئيس الفيدرالية الوطنية للشبيبة التجمعية، عن افتخاره بالثقة التي تمنحها قيادات حزب التجمع الوطني للأحرار للشباب، مشيرا أنه بفضل نساء ورجال الحمامة منذ تأسيسه قبل 44 سنة، يجني الحزب اليوم ثمار نضال مؤسسيه، مشددا على أن الحزب أعطى الفرصة للشباب لكي يكونوا في مواقع القرار والتدبير، ولم يتعامل معهم كأدوات انتخابية، ولم يتعامل معهم على أنهم آلة لتصريف المواقف التي ليس للحزب الجرأة للتعبير عليها، ''كما تفعل بعض الأحزاب".