رشيد صفر: الفن والتوبة

رشيد صفر: الفن والتوبة رشيد صفر
أبواب التوبة مفتوحة لكل عاص وغير ملتزم بتعاليم الدين السمحة ..
 مفتوحة أيضا لكل  سارق ومارق وقاطع طريق لكل إنسان كان مغمورا أو مشهورا ..
 ذكر أو أنثى.. فقيرا أو غنيا.. 
عاطلا أو عاملا.. طبيبا أو فنانا  ..
 عالما أو جاهلا ..
لست ضد توبة الفنان ولا يمكنني أن أقول بأنه غير معني بالتوبة .. وأترك أهل الاختصاص ليدلوا بدلوهم، مع تحملهم مسؤولية ما ينطقون به، أمام الله والناس.. 
ما يثيرني في إعلان التوبة بالنسبة للفنان .. هو التناقض الصارخ، بين ما يقدمه من صورة في الحالتين  :
قبل التوبة : 
يبدو الفنان مبتهحا أمام عدسات الكاميرا.. في الحوارات الصحفية .. في جل أدواره بالأفلام والمسلسلات ..
 في حياته العادية ..
يبدو مهتما بتفاصيل هندامه وتسريحة شعره  ..
يبدو إيجابيا أو يحاول ذلك.. لكي يكسب ود الناس، وورقة العبور  لبلاطوهات التصوير .. يحلم باستقطابه من طرف المستشهرين، لجلب الأعمال ولكسب المال..
بعد التوبة  :
يبدو الفنان أو أغلبهم  ... بسحنة تراجيدية  .. يغالب الحزن والكآبة  .. يمرر رسالة بشحنة سالبة  ..
التوبة واجب وحق .. لكن ليست دائما مقرونة بالضعف والهوان  .. 
التضرع لله بقلب خاشع أمر بين الخالق والمخلوق..   
لا يجب أن يمرر الفنان التائب، أمام عدسات الكاميرا، رسالة مفادها .. أن الدين الإسلامي لصيق بالضعف والانهزام بل عليه أن يبدو فرحا منتشيا بتوبته  .. ليعطي نموذجا إيجابيا  ..
يبدع الفنان في تقديم صورة، تعكس شخصا منطلقا يحب الحياة .. يعمل .. يتحرك ويحرك المشاعر .. يقابل الآخرين بالابتسامة   ..
لكن يتحول في زمن قياسي .. إلى شخص يتألم ويغالب الدموع .. 
الإسلام دين الدنيا والآخرة  ..
دين كافة البشر وليس حكرا على شيخ أو فنان تائب
 أو شخص  متزمت أو منفتح  ...
الإسلام لا يقبل التصنيف السلبي .. والأحكام الجاهزة  .. 
الإسلام دين المساواة .. فلا سيد ولا عبد لا فنان ولا شيخ، الكل "سواسية كأسنان المشط" ..
الجميع ...
 امام الله نتحاكم .. وهو أعلم بما في الصدور..