عبد اللطيف المتوكل: حرب بالوكالة ضد مقروف!

عبد اللطيف المتوكل: حرب بالوكالة ضد مقروف! عبد اللطيف المتوكل
تفاجأ متتبعون ومهتمون عديدون، بالحملة الإعلامية التي يشنها في هذه المرحلة، "وكيل أعمال" المدرب السابق للمنتخب الوطني المغربي لكرة القدم، هيرفي رونار، ضد المستشار الإعلامي لرئيس الجامعة فوزي لقجع، والناطق الرسمي، محمد مقروف، إما بشكل علني ومباشر، أو عبر تقارير تنشر في بعض وسائل الإعلام!!. 
بكثير من الذهول والاستغراب، تفاعلوا مع هذه الحملة الغامضة والمريبة والمشبوهة، والفاقدة جملة وتفصيلا، للمصداقية والمشروعية.
يقال عادة، المناسبة شرط، فلا شيء يمكن أن يكسب حجته وصحته وصدقيته وطابعه الإلزامي، وينزل إلى أرض الواقع، إلا إذا توفرت له مبرراته ومسوغاته المنطقية.
فما الذي وقع بالتحديد، واستجد من أمر، حتى يصبح الزميل محمد مقروف، بالصفة التي يحملها، والمسؤولية التي يشغلها، "موضوع الساعة بامتياز"، وبطريقة تشبه "بهلوانيات" قصص "مُسقط الطائرات" عن سابق إصرار وترصد؟؟!!.
الذي نعرفه هو أن المدرب السابق للمنتخب الوطني، ليس عاطلا عن العمل، وإنما يرتبط بعقد عمل، مازال ساري المفعول مع المنتخب السعودي، الذي سيشارك في نهائيات كأس العالم للمرة السادسة (6)، تماما مثل المنتخب المغربي، علما أن القاسم المشترك بينهما، يكمن في منحهما للمدرب رونار، صفة العالمية، للمرة الثانية على التوالي، ليزين ويلمع بها سجله التدريبي!. 
فلماذا اختار "وكيل أعماله"، هذه الفترة بالذات، ليدشن خرجات إلى العلن، للحديث عن شائعة احتمال عودته للإشراف على المنتخب المغربي، وربط هذه العودة المحتملة، بإبعاد المستشار الإعلامي والناطق الرسمي باسم الجامعة، الزميل محمد مقروف، تحت ذريعة اتهامات ملفقة، باطلة وتضليلية، وتنطلق بالأساس من مواقف متحجرة، وأوهام كان يصدقها ويعتبرها رونار، "حقائق"، لما كان مشرفا على المنتخب الوطني، فاستغلها كورقة لتصفية حسابات مجانية ومائعة، قصد الانتقام من الزميل مقروف، لكن بعد أن وجد نفسه في مواجهة السراب، وانتهت تجربته مع المنتخب الوطني بالخروج المبكر والمخيب من مونديال روسيا 2018، بنقطة واحدة، غادر منصبه، وهو يحمل في نفسه مشاعر البغض والحقد والكراهية تجاه رجل لم يرتكب في حقه أي تجاوزات، أو تسبب له في عراقيل ومشكلات.
لسنا هنا بصدد الدفاع عن الزميل محمد مقروف، فسيرته وسمعته وعمله ومواقفه، وتفانيه في أداء واجبه، في نطاق الصلاحيات والاختصاصات الموكولة إليه، هي أكبر مدافع عنه، وأكبر مناصر له، وهي الشاهد والشهادة على أهليته وكفاءته وجديته واستقامته. 
لكن حينما يختار وكيل أعمال المدرب رونار، هذا التوقيت بالذات، ليشن حملة مشينة وقذرة ضد مسؤول، أثبت بكل وضوح والتزام، أنه يتفانى في أداء واجباته، من منطلق الوفاء لمؤسسة الجامعة، والقيم التي تتأسس عليها، في الوقت الذي يرتبط فيه المدرب الفرنسي بعقد مع الاتحاد السعودي لكرة القدم، ويُفترض فيه أخلاقيا وقانونيا الانشغال والاهتمام بالتحضير لمونديال قطر 2022، وليس بالبحث مبكرا عن منصب جديد، واستغلال الظرفية لتصفية حسابات وهمية، فهذا برهان ساطع، ودليل قاطع، على فظاعة وبشاعة الحملة، وعلى أنها فاقدة للمصداقية والمشروعية، وشبيهة بقربة ماء مليئة بالثقوب، وتندرج، وهذا هو جوهر الحقيقة، في إطار تصفية حسابات لا معنى لها، ولا جدوى منها مع المؤسسة.
ولا شك في أن هناك أكثر من طرف داخل هذه اللعبة التافهة، ووجود تنسيق بينها، وبين أطراف في الداخل، من أجل خلط الأوراق، وإثارة البلبلة، وزغزعة استقرار الجامعة في هذه الفترة بالذات التي تنشغل فيها بالترتيب والتحضير للمشاركة في مونديال قطر.
نقولها بكل تجرد وموضوعية، محمد مقروف، قامة إعلامية، أثبتت مقدرتها وحنكتها في مختلف التجارب التي مرت منها، سواء داخل المغرب أو خارجه.
رجل منفتح، يؤمن بالحوار والتواصل، وبالحق في الاختلاف. هذه هي قناعاته، يحترم نفسه من خلال احترام حقوق الآخرين في التعبير عن آرائهم وتصوراتهم وانتقاداتهم الوجيهة، حتى لو لم  يتفق معها...
لا ينشغل إلا بما يخدم المصلحة العليا للمؤسسة، ولا يعير أدنى اهتمام للمناوشات والمعارك الهامشية التي لا طائل من ورائها.
رجل وفي لمبادئه، يحرص على حفظ الحقوق والواجبات، ويساهم في وضع الأمور في نصابها الصحيح، وإيجاد الحلول بعيدا عن الحسابات الضيقة. 
هذا هو محمد مقروف، كما عهدناه، وعرفناه، لا كما يتوهمه من يرمونه بالباطل!!.
الحملة المفضوحة، التي تستهدفه ليست في الحقيقة، سوى حملة دعائية لمدرب يشده الحنين للعودة، بعد أن استشعر أن تجربته على رأس المنتخب السعودي شارفت على نهايتها.
المدرب المحترف لا ينشغل بافتعال المشاكل والأزمات والأكاذيب، والبحث عمن يصدقها، ومن يفعل ذلك يقدم شهادة إثبات على أنه صاحب عقلية ماكرة وانتهازية وخادعة!.