النظام العسكري الجزائري يرغم إمام مسجد احتج على إقامة حفل ساهر على الاعتذار للمنظمين

النظام العسكري الجزائري يرغم إمام مسجد احتج على إقامة حفل ساهر على الاعتذار للمنظمين مشهد من الحفل على ومشادة كلامية بين الإمام والمغنية قبل محاصرته من طرف الحضور
أقدمت سلطات ولاية البويرة بالجزائر، مؤخرا، على تنظيم ما وصفته ب"لقاء صلح وتسامح" داخل مسجد الهداية ببلدية امشدالة بحضور مسؤولين من السلطات العمومية، أرغمت خلاله إمام المسجد على الاعتذار لما بدر منه من "زلة لسان" لأعيان المنطقة منظمي حفل غنائي ساهر أقيم بساحة البلدية المجاورة لمسجد الهداية سهرة السبت 16 أبريل 2022 .
وأكد كل من ناقش الموضوع، حسب ما تناقلته وسائل الإعلام الجزائري، أن الأمر أخذ بعد آخر بعد تحريف بعض الحقائق على غرار تداول فيديوهات الحفل وتأكيد على أنها أقيمت خلال صلاة التراويح وهو الأمر الذي لم يحدث بتاتا.
وكشف ذات المتحدثون على أن المدينة من أبرز المناطق المحافظة على دينها وعلى تقاليدها، كما أنه لم تشهد حدوث اي تجاوزات فيما سبق، وأن الذي حدث ليلة السبت هو سوء تقدير .
بيان صدر عن ولاية البويرة حول جلسة الصلح بين أعيان بلدية امشدالة وإمام المسجد، اعتبر "الحادثة المعزولة" أي "الانزلاق اللفظي" الذي وقع ليلة أمس ببلدية امشدالة بمناسبة تنظيم حفل بالساحة العمومية للبلدية بمحاذاة مسجد الهداية والذي انطلق على الساعة 10 و2دقيقة، بعد الانتهاء من صلاة التراويح.
واشتعل فتيل الحادث حين حاصر مجموعة من الأشخاص الإمام داخل المسجد، بعدما طلب منهم ايقاف حفل غنائي قاموا بتنظيمه قرب ساحته، قبل أن تشتعل مواقع التواصل الاجتماعي عبر فيديوهات تظهر إمام مسجد الهداية ببلدية أمشدالة، يوجه نداء استغاثة للمواطنين عبر مكبرات الصوت، بعدما تلقى تهديدات بعد محاصرته.
وبحسب ما تم تداوله، فقد دعا الإمام منظمي الحفل لاحترام حرمة الشهر الفضيل وقداسته وتوقيف الحفل الفني الساهر الذي أحيوه بالقرب من المسجد، لكن البعض اعتبرها حرية شخصية حسب شهادات للسكان.
ودعا المجلس المستقلّ للأئمة وموظفي قطاع الشؤون الدينية يوم الإثنين 18 أبريل 2022 في بيان، إلى معاقبة المتسبّبين فيما اعتبروه "إساءة لحرمة المساجد"، وهذا في سياق ردّ فعل المجلس على حادثة مسجد الهداية بامشدالة في البويرة.
وجاء في بيان مجلس الأئمة: "أنّ المساجد من جملة الشعائر التي يجب أن تحظى بكلّ أسباب الحماية من أي عدوان مادي أو معنوي" وطالب المجلس بتجريم أي إساءة أو انتهاك لحرمة المساجد، مهما كانت طبيعة وحجم الإساءة، وبمعاقبة المتسبّبين المباشرين في هذه الإساءة. واستعمال سلطة القانون لمنع مثل هذه الخروقات المشينة".
كما دعا المجلس في بيانه إلى "حماية الأئمة من الاعتداءات والضغوطات الممارسة عليهم، في أثناء تأديتهم لمهامهم في تربية المجتمع وتوجيهه وإرشاده، وحماية قداسة بيوت الله".
من جهته علق إمام سابق المسجد الهداية بمدينة امشدالة الواقعة شرق البويرة، يدعى زبير عوادي، بشأن الاحتقان تطورت إلى ملاسنات وتضارب للردود بين رواد مواقع التواصل الاجتماعي، حول إقامة الحفل الغنائي بساحة الشهداء المحاذية للمسجد، كما تحدث عن سكان المنطقة، في حدود ما يعرف عن المنطقة وسكانها.
وقال الإمام، حسب ما تناقلته المصادر الإعلامية: "رأيت وقرأت كثيرا من التعليقات طغت فيها العاطفة الدينية على الحقيقة ومزجت بوابل من السباب والشتائم والنعوت التي يترفع عنها المسلم ويصون عنها لسانه خاصة في هذا الشهر، وكان الأجدر تحري العدل والصدق أن تصيبوا قوما بجهالة وأنتم لا تعلمون، وإنما دفعني لكتابة هذا التوضيح بحكم أني كنت إماما بهذا المسجد الظاهر في الصورة لسنوات، وبحكم معاشرتي لأهل المنطقة في أقراحهم وأفراحهم، وبحكم معرفتي بالإمام جيدا، حيث نبه بأن منطقة مشدالة منطقة محافظة وتاريخها عريق مشهود، وعلماؤها أسماؤهم معروفة مشتهرة، ولا تزال إلى اليوم كذلك.
وأضاف المحدث، أن الأشخاص الذين نظموا الحفل بعضهم من رواد المسجد، ولا يحملون حقدا للدين ولا للمسجد وليس من قصدهم انتهاك حرمة الشهر ولا حرمة بيت الله، بدليل أن الحفل أقيم بعد نهاية الصلاة، وهذا دأبهم وديدنهم في كل مرة، كما الساحة الظاهرة في الصورة هي ساحة عمومية وليست ساحة للمسجد، وهي لصيقة بمقر البلدية والدائرة معا، وكنا نستغلها لصلاة التراويح والجمع والأعياد، ولم يمنعنا من ذلك أحد، بل بالعكس تماما، فإني أشهد بأن الشرطة تنصب الحواجز لتأمينها للمصلين والحماية المدنية تقوم بتنظيفها بصهاريج المياه.
وأشار الإمام عوادي، أنه من المعتاد أن جميع الأنشطة والتظاهرات الرياضية والثقافية والسياسية والمناسبات الوطنية تقام في هذا المكان باعتباره مركز المدينة، وهذا على مدار السنة، فالمسألة عفوية وليست مقصودة، مضيفا أن هذا المسجد الظاهر في الصورة أصله كنيسة كاثوليكية، فرنسية كان يعلوها الصليب فأسقطه أهل المنطقة غداة الاستقلال وحولوها مسجدا فلما ضاقت بهم بنوا مسجدا لصيقا سموه مسجد الهداية، وجعلوا الكنيسة مدرسة قرآنية ومصلى النساء إلى اليوم.