الجزائر تدفع فاتورة علاج "بن بطوش" بإسبانيا غاليا

الجزائر تدفع فاتورة علاج "بن بطوش" بإسبانيا غاليا أغبياء النظام الجزائري الذين لم يحسموا بعد حتّى في عدد شهداء التحرير فكيف لهم أن يفطنوا بالتحولات الكبرى التي سيعرفها العالم
موازاة مع ردود أفعال بعض الدول والقوى التي تفاعلت بشكل إيجابي مع القرار الأخير لإسبانيا حول الصحراء المغربية.. يبقى ولحد الساعة موقف النظام الجزائري نقطة نشاز وبصيغته الاحتجاجية التي تجاوزت كل حدود الأعراف والتقاليد الدبلوماسية المؤطرة للعلاقة بين بلدين ذات سيادة وقيادة. بل ازداد الأمر وقاحة لحظة استدعاء سفيرها من مدريد للتشاور حول هذا القرار السيادي المفاجئ حسب بيان لعمامرة الأخير..
البيان نفسه الذي لم يدم مفعوله أقل من 24 ساعة حتّى تحوّل إلى فضيحة أخلاقية وبكل المقاييس بعد أن أكدت الحكومة الإسبانية اليوم أنها أبلغت الجزائر مسبقًا بدعمها لمقترح المغرب القاضي بمنح حكما ذاتيا للصحراء المغربية.
هذا التأكيد لا يصنّف النظام الجزائري ودبلوماسيتها في خانة الكذب وتحريف المعطيات وتلفيق التهم وتزوير البيانات.
أبداً، فتاريخ هذه العصابة منذ أن استولت على الحكم وإلى الآن شاهد على ذلك.. وبيننا وبينهم صفحات كثيرة في هذا الجانب..
بل إن هذا الإبلاغ المسبّق هو من باب الإخبار لا غير.. وليس للمشاورة أو إبداء الرأي..ولأنّه قرار سيادي خاص بإسبانيا فلا تنتظر الموافقة من أحد.
من جهة أخرى، هي جرأة سيادية بامتياز بالرغم من العلاقة الطاقوية بين البلدين..
لكن الوجه الثاني للعملة هو تحقير وتبخيس لهذا النظام الذي تبين أن لا تأثير له على الأحداث المتسارعة بجوار بيته جعل الإسباني لا يخافون في إبلاغهم بقرار يعاكس طموحاتهم الانفصالية دون خوف أو تردد.. بل بنفسٍ فيه الكثير من التحدي والتكبر..
وكأن حال لسانهم يقول: ومن بعد.. فلتقطعوا الغاز أو تشربوا البحر!!
مقابل ذلك فهذه الجرأة السيادية غابت أثناء أزمة بن بطوش التي تمت في سرية تامة وتزوير معطيات شخصية بانتحال اسم وصفة أخرى..
أليس من حق إسبانيا آنذاك أن تستقبل من تريد ووقت ما تريد فوق أراضيها وبشكل علني وشفاف..
لم تكن قادرة.. لأنّها تدرك الفرق بين نظام دولة ونظام العصابة الذي غامرت معه بضميرها الأخلاقي واستقبلت مجرما بشكل سريّ منتحل الصفة لتكون فاتورة علاجه تغيير قرارها من الصحراء المغربية بعد أن اكتشفت أن مغرب اليوم ليس مغرب الأمس..
هذا هو الجواب المباشر لبعض الأبواق الجزائرية التى بدأت تتحدث عن الثمن الذي اشترى به المغرب هذا القرار كإشارة لتنازل المغرب عن المدينتين وبقية الثغور..
للأسف تسللت هذه السموم لبعض المغاربة قصد التشكيك في هذا الانتصار الدبلوماسي الذي بدأ بشكل مباشر منذ أزمة بن بطوش.. علماً أن شرارتها انطلقت منذ واقعة جزيرة ليلى وعلى جميع المستويات وخاصة تأهيل الجغرافية المشتركة بين طنجة وجبل طارق.
ناسين أيضاً أن المغرب نهج أسلوب التدرج في استرجاع أراضيه.. ولم يطرح لحد الساعة موضوع الأراضي الشمالية بشكل علني على طاولة النقاش.. وهي الأسهل طبعا لأنها لم تطرح كنزاع دولي ولا تعتبر حدودا للاتحاد الأوروبي وللأيام القادمة عناوينها..
وفي نفس السياق فتوقيع الاعتراف بالصحراء المغربية جاء من الحزب الاشتراكي أحد الأعمدة الأساسية المناصرة لأطروحة الجبهة الانفصالية. والأهم فيه هو الاعتراف بالحدود الجغرافية والمياه الإقليمية المتضمنة لجبل الكنز كما يقال..
هو مغرب اليوم الذى آن الأوان لبعض المغاربة أن يتحرروا من هذه الدونيّة اتجاه الغرب..
فإسبانيا أدخلت دون كيشوط إلى المتحف وانخرطت في ما يحافظ على مصالحها التى تتقاطع بشكل إستراتيجي مع المغرب الذي لم يعد ذاك (المورو).. منذ هذا التصريح وسط مدريد قبل سنة تقريباً :"إن وزيرة الشؤون الخارجية الإسبانية، أدلت بتصريحات للصحافة وللبرلمان “واصلت فيها تقديم وقائع مغلوطة، وإصدار تعليقات غير ملائمة”
فلا يمكن إلا أن نعبر عن الأسف للطابع البئيس وللإنفعال والعصبية التي واكبت هذه التصريحات.. مؤكدة أن بلدي على علم بذلك وسيتصرف بناء عليه.
هي سفيرتنا هناك.. ومنذ ذلك الوقت بدأنا نتصرف بما يخدم مصالحنا القومية من نتائجه انتزاع هذا القرار التاريخي.. بعودة سفيرتنا قبل يومين إلى مدريد واثقة الخطى مرفوعة الرأس تماما بنفس الشكل الذي غادرت به مدريد وبذاك التصريح المدوي الذي ردّت فيه على الوزيرة التي غادرت منصبها بعد حين..
العودة التي صادفت أيضاً مغادرة السفير الجزائري مطأطئ الرأس وبسرعة محروما حتى من متابعة مقابلة الكلاسيكو!!
هي رقعة الشطرنج.. تتطلب الكفاءة الذهنية. والكثير من التركيز والهدوء.. والصمود بنفسٍ طويل..ذاك ما أدركته إسبانيا، وأغلقت ملعب مصارعة الثيران..
للأسف لم تدركه بعد أغبياء النظام الجزائري الذين لم يحسموا بعد حتّى في عدد شهداء التحرير فكيف لهم أن يفطنوا بالتحولات الكبرى التي سيعرفها العالم ما بعد الأزمتين(كورونا- أوكرانيا)
وللأيام القادمة عناوينها ومفاجآتها.. لاسترجاع جميع الأراضي المغربية… فالبوصلة نحو الشرق وتأسيس المنطقة العسكرية الثالثة بداية فتح الملف الموالي من جيل لجيل..
هو تاريخنا.. وتلك جغرافيتنا.. وجبال الأطلس الشامخة عنوان مسيرة رباطنا وصمودنا.