8 مارس ...يوما ليس كباقي الأيام بجماعة عين بيضاء بوزان!

8 مارس ...يوما ليس كباقي الأيام بجماعة عين بيضاء بوزان! جانب من اللقاء الثقافي
سيظل تخليد اليوم العالمي للمرأة سنة 2022 موشوما بذاكرة نساء الجماعة الترابية عين بيضاء بإقليم وزان، اللواتي فتحت أمام عيونهن "جمعية عين بيضاء للبيئة والتنمية" فجوات من النور، أطللن من خلالها على المكتسبات الحقوقية التي تحققت لفائدتها، وكرسها دستور يوليوز 2011، والقوانين والآليات ذات الصلة، وضخت في شرايينها البرامج المفعلة على أرض الواقع مؤسساتيا ومدنيا نَفَسا مرتفع المنسوب من أجل النهوض بوعي المجتمع، المكبلة ثقافته بصور نمطية تقتل أدمية المرأة.
لأول مرة في تاريخ الجماعة الترابية تنجح جمعية حديثة التأسيس ترأسها الفاعلة المدنية هدى التسولي، في اختراق الصمت المخيم على الواقع المرير الذي تعيشه نساء جماعة عين بيضاء ... واقع لم تقدم حوله هيئة المساواة وتكافؤ الفرص ومقاربة النوع في نسختها السابقة ولا رأيا استشاريا واحدا يلامس جانبا من الجوانب التي تخفف من معاناة نساء القرية، علما بأن آلية الديمقراطية التشاركية هذه، تعتبر قضايا المرأة من صميم أدوارها.
"الممارسات الفضلى لمناهضة العنف ضد المرأة من خلال القانون 13/103 " كان هو محور اللقاء الثقافي الذي نظمته " جمعية عين بيضاء للبيئة والتنمية" يوم الجمعة 11 مارس 2022.
احتضن فقرات هذا النشاط الهام المركز المتعدد الاختصاصات بالقنار، وشارك في تأطيره كل من المساعدة الاجتماعية بمحكمة وزان، فائزة الرحيلي، والفاعل الحقوقي والاعلامي محمد حمضي. وبالمناسبة فقد شكل هذا النشاط الثقافي تخليدا لليوم العالمي للمرأة " نشازا " ايجابيا بإقليم وزان الذي مع الأسف الشديد تم اغراق الكثير من مرافق مؤسساته العمومية والمنتخبة والخاصة بالورود والحلويات يوم 8 مارس كشكل من أشكال تكريم المرأة!
من دون تنظيم أدنى فعالية تسلط الضوء على واقع المرأة في هذا القطاع أو ذاك، والانصات لمطالبها في جلسات تواصلية تنتصر للمقاربة التشاركية ...
اللقاء أعاد الاعتبار من جديد للحكمة التي تقول " يوجد في النهر ما لا يوجد في البحر ". تجلى ذلك في مد جسور الحوار الراقي بين الحضور القروي بنسائه، ورجاله، وفتياته، وفتيانه، بغض النظر عن الأعمار والمواقع الاجتماعية المتفاوتة، وذلك مباشرة بعد اسدال الستار على المداخلتين المقدمتين . وخلص الجميع إلى أن العنف بكل أشكاله المسلط على المرأة حقيقة مرة، وأن القوانين رغم أهميتها لن تنجح لوحدها في وضع حد لتمدد رقعة العنف ضد النساء، وأن التمكين الاقتصادي والاجتماعي والسياسي من أهم المداخل التي ستنهض بواقع المرأة المغربية، وخصوصا القروية التي تعاني بشكل مضاعف. كما تم التشديد على المدخل الثقافي لتجاوز العقليات/الحواجز التي تمتح من عصور الظلام. في كلمة واحدة اصطف الحضور من حيث لا يدري الى جانب أمينة بوعياش، رئيسة المجلس الوطني لحقوق الانسان التي قالت في حوار لها " قدرنا أن نكون متساوين في الفرص، في النجاح، في التألق … المساواة ليست حربا …. المساواة قيمة ومنهج لنعيش بشكل آخر …. التمييز ليس أمرًا حتميا …. المناصفة ليست منافسة ولا تنافس لإلغاء الآخر بل أدوات وآليات لنكون معا نتقدم جنبا لجنب "
يذكر بأن الجمعية وزعت مجموعة من الشواهد التقديرية على مشاركات ومشاركين في اللقاء تقديرا من رئيستها على الدعم المقدم للجمعية، وعلى ما تميزوا به من جرأة في البوح وتكسير جدار الصمت.