مصطفى ملكو: في ذكرى 20 فبراير.. الدّروس و العبر؟

مصطفى ملكو: في ذكرى 20 فبراير.. الدّروس و العبر؟ مصطفى ملكو
قبل عقد من الزّمان، اهتزّت أركان الأنظمة العربية جرّاء ما سمّي اصطلاحا بثورات "الرّبيع العربي"، بداية بتونس و ليس انتهاء بسورية. 
أسرد في سطور ما استنتجته من دروس وعبر من هذه الرّبائع، الّتي هي إلى ربيع الغضب أقرب.
ــــ " الرّبيع العربي" لم يكن بثورة، بل حركات احتجاجية غير منظّمة، في الشارع. 
كانت انتفاضات شعبية عفويّة لم يكن وراءها أيّ تنظيم سيّاسي أو نقابي أو حرّكتها ايديولوجيا معيّنة عكس منطق الثورة، بدليل أنّ كلّ الشعوب رفعت شعارا واحدا أوحدا و هو "ارحل" Dégage تطالب فيه الحاكمين بالرّحيل، شعوب ضاقت ذرعا بالإستبداد و الفساد و إحتقار العباد.
ــــ القاسم المشترك بين كلّ الأنظمة العربية هو الإستبداد Le despotisme  ـــــ حزب وحيد، وزعيم مخلّص وزعيم ضرورة أو ديموقراطيّات صورية وتعدّدية المتشابهات Multitude des semblables.
ــــ سَلِمَت بلدنا من هزّة انتفاضة 20 فبراير بفضل التفاعل الحكيم والمُبْكِر معها قبل أن تصل الفوضى إلى مرحلة اللاعودة، و قبل أن يركب عليها المتربِصين بالنّظام، وذلك باقتراح تعديل دستوري "ثوري" من طرف المؤسسة الملكية وضع الأسس الصلبة للشروع في بناء ديموقراطية حقيقية، وهنا يجب التنويه إن التعديل الملكي كان أشدّ انفتاحا وانخراطا في الديموقراطية من كلّ نسخ التعديل الّتي تقدّمت بها الأحزاب.
والعبرة اليوم بالنسبة لبلدنا هيّ أن تسرع في تنزيل مقتضيات دستور 2011 وتفعيلها، حتّى نطبّع مع الديموقراطية، لأن "عناقيد الغضب" لا زالت قائمة حتّى ولو كانت في حالة كمون، قد تطلّ برأسها يوما ما لتباغث كلّ من لا يؤمن بحتمية التاريخ ومن لم يستفد من عبره.
ـــــ لا بديل عن الديموقراطية كشرط لديمومة أي نظام، لأن الديموقراطية هي النّظام الوحيد الّذي يسمح بتدبيرالإختلاف والتناقضات بالطرق السلمية، يشعر فيها الشعب بأنّ صوته مسموع  ويعتدّ به.