الزكدوني: على المغرب حماية الفرشة المائية والإقلاع عن زرع المنتوجات المستهلكة للماء بشكل مفرط 

الزكدوني: على المغرب حماية الفرشة المائية والإقلاع عن زرع المنتوجات المستهلكة للماء بشكل مفرط  العربي الزكدوني، أستاذ سابق بمعهد الحسن الثاني للزراعة والبيطرة
أبدى العربي الزكدوني، أستاذ سابق بمعهد الحسن الثاني للزراعة والبيطرة، رفضه مقارنة تأخر التساقطات المطرية خلال الموسم الفلاحي الحالي وتشبيهه بالجفاف الذي عرفه المغرب منذ 30 أو 40 سنة ( توالي سنوات الجفاف في بداية الثمانينيات من القرن الماضي). وأوضح الزكدوني، الذي حل ضيفا على سمية الدغوغي بقناة "ميدي 1 تيفي"، بأن الأمر يتعلق هذه السنة بضعف كبير في التساقطات المطرية، مؤكدا بأن الظرف الذي يعرفه المغرب خلال هذه السنة غير مسبوق، فلم يسبق للمغرب أن عرف موسم جفاف حاد بمثل مايعيشه اليوم ولتبرير موقفه، استشهد الزكدوني بالمؤشرات الأربعة التالية: 
أولا: خلال سنوات الثمانينيات مثلا عرف المغرب توالي لسنوات الجفاف.
ثانيا، الجفاف الذي عرفه المغرب خلال الثمانينيات لم يشمل جميع المناطق المغربية، حيث أن بعض المناطق الفلاحية لم تتأثر بهذا الجفاف، بينما الجفاف اليوم يشمل جميع المناطق المغربية.
ثالثا، حقينة السدود لم يسبق لها أن انخفضت الى هذا المستوى الذي هي عليه اليوم، فهي لم تتعد 33 في المائة من حمولتها، ولم يسبق للمغرب أن عانى من ضعف كبير في تغطية حاجياته المائية في ما يتعلق بالموارد المائية للسدود.
رابعا، الجفاف الذي يعرفه المغرب اليوم دفع الفلاحين الى اللجوء الى الموارد المائية الباطنية عبر حفر الآبار والحفر المائية بشكل كبير وهو الأمر الذي لم يسجل في وقت سابق.
وأشار إلى أن الأمر يتعلق بتغيرات مناخية شاملة ،مضيفا بأن هذه الموارد تم استنفاذها بشكل كبير بسبب المشاريع التي تعتمد على ضخ المياه الجوفية.
وأوضح الزكدوني أن تطوير مشاريع الفلاحة السقوية التي تعتمد على دعم مخطط المغرب الأخضر منذ 2008 تجعل حاجيات المغرب من المياه أكبر من حاجياته مقارنة مع 40 سنة خلت، كما أن حاجيات المغرب الغذائية بسبب ارتفاع السكان لا يمكن مقارنتها بحاجياته في الثمانينيات.
وقال الزكدوني أن البرنامج المعلن عنه من طرف الحكومة بتعليمات الملك محمد السادس الخاص بمواجهة تداعيات الجفاف الحالي، هو برنامج استباقي وتوقيته محمود، حيث تم الإعلان عنه في منتصف شهر فبراير وهو وقت جد مناسب، بالإضافة إلى الغلاف المالي الضخم الذي تم تخصيصه لمواجهة آثار الجفاف (10 مليار درهم ضمنها 3 مليار من صندوق الحسن الثاني)، مشيرا بأن الأمر يتعلق بمجهود هام اذا تمت مقارنته بالغلاف المخصص لمواجهة آثار الجفاف في عهد حكومة اليوسفي مثلا والذي لم يتعدى 6 مليار درهم على سنتين.
إلا أن الزكدوني شدد على ضرورة تخصيص هذا الغلاف ليصل إلى الفلاح الصغير والحرص على  الحفاظ على الرأسمال الإنتاجي للفلاحين ( رؤوس الماشية، الأشجار المثمرة، إلخ... ).
وأضاف أن الأمر يتعلق بجفاف هيكلي يعاني منه المغرب، داعيا الى ضرورة استحضار هذا المعطى من طرف الحكومات، وهو الأمر الذي أكدته مئات التقارير التي أعدتها وزارة الفلاحة أو وزارة الماء والبيئة منذ الثمانينيات، مؤكدا بأنه لم يتم لحدود الآن استحضار هذا البعد في السياسات العامة بشكل مطلق.
 ودعا إلى وجوب القيام بوقفة لتقييم برنامج المخطط الأخضر وكذا التساؤل عن جدوى استمرار المغرب في زرع منتوجات تستهلك الماء بشكل مفرط على حساب أمنه القومي.