يوسف غريب: ابني ريان نحن هنا عازمون أن لا نعود إلاّ بك

يوسف غريب: ابني ريان نحن هنا عازمون أن لا نعود إلاّ بك يوسف غريب
ها قد ارتوت قلوبنا بعد عطش الانتظار.. كي تعود إلينا ماءً زللاً نسقي به جذور حبّنا لهذا الوطن/ القلب الكبير الذي صام طيلة فترة صمودك وسط الظلام..
وأنت باسمك على المسمّى باب من أبواب الجنّة لا يدخله إلاّ الصائمون كما جاء في الحديث الشريف..
ولربي إنّه الحق..
فقد صاموا عن الأكل والشراب طيلة مدة إنقاذك.. خاصة سائقو الجرافات الذين يواصلون الحفر على مدار الساعة من دون توقف للاستراحة ..
صاموا عن الراحة وألحقوا الليل بالنهار كي يصلوا إلى يديك الصغيرين…
جميعهم هناك.. وقاية مدنية.. الدرك الملكي السلطات الجهوية.. خبراء وأطر الطوبوغرافيا.. والأطقم الطبية..
صاموا من أجل أن تحيى..
وصلّوا في كل المعابد كما الكنائس، من أجل أن تُرْوى مجدّداً..
نعم..
كانت عيناك البريئتين تتطلع نحو سطح الأرض. كانت عيون أبناء وطنك وخارجه تتطلع إلى رب السموات والأرض وبكامل الدعوة والرجاء في إخراجك سالما عافياً..
هي دعواتنا كي تبارك كل هذا المجهود الإستثنائي التي تقوم به مختلف المصالح، في إيصال الأكسجين والماء إلى رئتيك،
وعناصر الحفر تخترق الصخر من أجلك.. كان الأمل يخترق شرايين عائلتك الكبيرة..
هو رجب.. شهر الدعاء ومطلع الجمعة الأولى
وأول الغيث.. أنت
قبل الذهاب إلى الصلاة هذا الصباح…
ولم يسبت حتّى صلينا صلاة الشكر لله
كل ذلك من أجلك يا ريان..
من المغرب العميق جئت كي تتحوّل إلى عنوان تضامني رائع لشعبنا على امتداد خريطة الوطن وخارجه.
عنوان جماعي من أجل الواحد فينا.
وهل للوطن عنوان آخر.
عنوان وطن التحدي ورفعه في أكبر عملية إنقاذ.. وبالنظر إلى عمق سقوط الطفل المغربي ريان، وبالنظر أيضا لوجود حجرة عالقة فوقه على بعد أمتار، فإن العملية في حد ذاتها تُعتبر من أعقد العمليات مقارنة مع مثيلاتها، إن بدولة الصين سنة 2016 أو بالهند 2018.. حسب أغلبية الخبراء والمتخصصين في المجال
ها أنت يا ابني ريّان.. وبهذا الإبتلاء جعلت وطنك تحت أعين العالم كي يتابع خبرة وكفاءة أطر بلدك..
وبهذا الصمود والمقاومة والتفاني..
بلدك ومغربك.. حرّك الجبل من أجلك..
وعبرك رسالة لطفولة مطمئنة ومعتزة وفخورة بوطنها.
هكذا دوّن الأستاذ عياد الجيد
هي أيضاً من اردفت دموع الآخرين على الهوى مباشرة مردّداً
لست مغربيا.. لكني فخور بهذا الوطن
بل تحركت نار الغيرة عند البعض الآخر هناك. وهو يستصغر فيك يابني كل هذه الدعوات والتضامن مع محنتك
ونحن هنا عازمون أن لا نعود إلاّ بك.
هو الشعار لمدة خمسة أيام بحجم قرن من الزمن
ليس تكابراً على قضاء الله وقدره.. بل عنوان إيماننا برحمته وعونه. واستجابة لدعوات ملايين الملايين من عباده وراء الإمام هذا اليوم.. وفي مساجد الجوار وعبر مدائن العالم.. توحدت فيه أبناء ابراهيم لتكون بردا وسلاما عليك
لن نعود إلا بعودتك..
وكان..
وكنت..
وستبقى باباً من أبواب فخر الإنتماء لهذا الوطن..
وكيف لا..
ودموع عينيّ نابت عن وصف هذا الإحساس حين أشاهد نساء القرية حوّلن الفضاء إلى مطعم مفتوح لتهييء وجبات الإطعام للمرابطين هناك من مختلف الأطر الساهرة على عملية الإنقاذ..
لسنا في نزهة أوفرجة..
نحن في ملحمة أخرى عنوانها اليوم..
ابننا ريّان..
أبطالها ابتسامة باعلي بعد خروجه من الحفرة… وعلامة نصر لرجل الوقاية المدنية الذي مدّ يديه للطفل.. وجموع كل من واصل الليل بالنهار..
هم الصائمون الداخلون إلى الجنة عبر باب اسمه ريّان..
شكرا لك ياوطني..
فأنا مغربي..
وذاك امتياز