مصطفى ملكو: الاتحاد الاشتراكي حزب الفرص الضّائعة؟

مصطفى ملكو: الاتحاد الاشتراكي حزب الفرص الضّائعة؟ مصطفى ملكو
إنّه حزبٌ كلّما أتيحت له فرصة لإنجاح مسلسل الانتقال الديموقراطي ببلدنا إلاّ وضيّعها. وهنا لا بدّ من التذكير ومن التأكيد على أن الرّهان القائم الى اليوم هو الانتقال الديموقراطي، يعني تحقيق الديموقراطية الحق، الّتي لا زالت غاية في حدّ ذاتها، قبل أن تصار إلى آلية لتدبير الشأن العام وواهم من يعتقد، وعلى رأسهم قيّادة الاتحاد، بأنّ المغرب قد أنجز الديموقراطية كما هو متعارفٌ عليها دوليّاً وليس ديموقراطية "مخدومة" كما قال بذلك المرحوم امحمد بوستّة ذات يوم يعني ديموقراطية "مدرحّة".
1ـضياع فرصة 1998:تناوب توافقي تمّ في السرّ بين رجلين، و قضيّة الحلف على القرآن، بدل أن كانت الفرصة سانحة للتفاوض من أجل الظفر بأكبر عدد من المكتسبات، في ظلّ موازين قوّى كانت في صالح الاتحاد، لأنّ الرّهان الوجودي عند النّظام، كان هو الانتقال السّلس للسلطة، التي لا يمكن أن يضمنها إلاّ الاتحاد وعلى وجه الخصوص رجل مثل المرحوم عبد الرحمان اليوسفي، رجل دمثُ الأخلاق و حسن الطويّة.
2-ضياع فرصة 2002:حقّق النظام هدفه و تمّ انتقال السلطة في أجواء هادئة و دون أدنى تشويش، بعدها تراجع النّظام عن المرجعية الديموقراطية، و أوتي برجل أعمال ليقود حكومة بكلّ ألوان الطيف على أرضية حسابات سياسية الغرض منها خلق شرخ في صفوف الأحزاب التقدّمية و دقّ اسفين الفرقة داخل الحزب الواحد. وهكذا أصبح الصراع بين الاتحاديين حول الإستوزار والمكاتب العمومية بدل التنديد وابداء الغضب حول التراجع عن المنهجيّة الديموقراطية.