لم يحدد السفير حسام زكي، الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية، توقيتا مضبوطا للقمة العربية القادمة، واكتفى بالإشارة إلى أنها ستكون بالجزائر بعد شهر رمضان القادم، كما لم يحسم في نقطتين رئيسيتين، تتعلق الأولى بمشاركة سوريا في القمة المرتقبة بين دول مؤيدة ومعارضة؛ أما الثانية فتخص مشاركة المغرب في ظل العلاقات المتوترة بين المغرب والجزائر بسبب النزاع حول الصحراء المغربية.
وحول النقطة الأخيرة أوضح محلل سعودي، في برنامج تلفزيوني، من تنشيط الإعلامي المصري نشأت الديهي، أنه توجد هنالك أسباب رئيسية وراء تأجيل القمة لأكثر من مرة، وهي تعبر عن حالة انقسام في الجسم السياسي العربي وبشكل كبير وملحوظ في الجسم المغاربي، خاصة أن البلد الذي يريد أن يحتضن هاته القمة هي الجزائر التي لديها خلاف كبير مع الجارة المغرب، وقد وصل الخلاف بينهما إلى حد العظم، كما يقال، وانتقل من أروقة السياسة والدبلوماسية وقطع العلاقات إلى حالة الاحتقان في الشارعين المغربي والجزائري، بل وعبر وسائل التواصل الاجتماعي حتى.
ويرى المتحدث السعودي بأن هذا يشكل جزءا من الخلل الكبير الذي يمنع مثل هذه القمة، ثم أن هنالك مواقف للدول العربية من هذا الخلاف، حيث أن منها دولا عربية لها موقف مبدئي غير مؤيد للجزائر ومساند لموقف المغرب، وهو موقف أزعج الجزائر، والتي لها وجهات نظر في أكثر من قضية في علاقاتها مع الدول العربية المشارقية، وخاصة المخاوف لدى هذه الدول من إيران.
وأكد المحلل السعودي، معتبرا صفته كمواطن عربي مثقف ومحلل وليس من منصب أو موقع معين، أنه في هذا الإطار يعرف شيئين: الأول هو أن الجزائر لها اندفاع لعودة سوريا إلى الصف العربي، والشيء الثاني هو أن هناك قطاعا عربيا يرفض عودة النظام السوري إلى الجسد السياسي العربي. ويضيف من جهة أخرى أن القضية الفلسطينية اليوم هي قضية خلاف أكثر مما هي قضية كان يجتمع حولها العرب.
ويستدل المحلل على ذلك من كون رمطان لعمامرة، وزير خارجية الجزائر، تحدث قبل مدة وجيزة، عن القضية الفلسطينية وقال بأنها تبقى في المقدمة لاستعادة هذا الشعب لحقوقه.. وتحدث لعمامرة عن شعب آخر هو الشعب الصحراوي.. وهنا فجر الرجل قنبلة في الجسد السياسي العربي المتفجر والمتشظي أصلا، وأبعد العرب مرة أخرى كل واحد منهم عن الآخر.
نقطة مهمة يسجلها المحلل السعودي أيضا، تتمثل في هذه النظرة الفاحصة التي أصبحت معها لكل بلد عربي مشاكله الخاصة، والتي يعتبر حلها أولوية بعيدا عن البحث عن حلول القضايا التي يشترك فيها مع بلد آخر..
وأردف قائلا "إننا ما زلنا نحن في منطقة الخليج أكثر تماسكا، صحيح ليس كما كنا من قبل، ولكن مع ذلك لا يزال الوضع افضل وفي حدوده الدنيا، من أماكن أخرى في الجسد السياسي العربي، فهنالك حالة استقطاب رأيناها قبل فترة من قبل الجزائر من خلال محاولة التواصل مع موريتانيا ثم مع تونس من أجل التأليب ضد المغرب!!، وهي أمور تقتل أي مبادرة للتعافي والتصالح العربي"...