كمال السعيدي: مناهضو اللقاحات ليسوا على ملة واحدة

كمال السعيدي: مناهضو اللقاحات ليسوا على ملة واحدة كمال السعدي

1- المشكل بالنسبة لبعض مناهضي اللقاحات هو مسألة السلامة وهذا تخوف مشروع.. والجواب عنه هو التواصل والتوعية والعودة إلى بلاغات المؤسسات العلمية والصحية الرسمية الوطنية والعالمية التي أكدت على ذلك.. لو لم تكن اللقاحات آمنة هل كانت كل الدول المتقدمة لتلقح الأغلبية المطلقة لشعوبها ونخبها وكبار مسؤوليها؟؟ السلامة هنا لا تنفي وجود تأثيرات جانبية بسيطة أو خطرة وإنما تعني فقط هامشيتها الحسابية في ميزان الربح والخسارة الصحية.. لأن السلامة المطلقة لا يمكن ضمانها ..

 

2- المشكل بالنسبة للبعض الآخر هو رفض المتاجرة بالصحة ورفض هوامش الربح الفاحشة لكبريات الشركات المنتجة وهذا موقف محترم كذلك.. والجواب هو الترافع عن الحق في العدالة اللقاحية وطرح قضية توقيف أو إلغاء الملكية الفكرية للقاحات حتى تتمكن الدول الفقيرة بدورها من الوصول في الوقت المناسب إلى اللقاحات بأثمنة في المتناول أو أن تستطيع إنتاجها بنفسها..

 

3- المشكل بالنسبة لبعض آخر من مناهضي اللقاحات هو مسألة الحريات والحق في الاختيار الطوعي وعدم التمييز بين المواطنين كما هو الحال مع رافضي الجواز الصحي أو على الأقل الطريقة العشوائية في تطبيقه، وهذا أمر مشروع يستحق النضال لأجله، والحل يكمن في الحوار والترافع من أجل توفير شروط للنقاش العمومي الديمقراطي وتوسيع دائرة الإقناع بديلا عن مقاربة التسلط والشطط التي ينبغي التنديد بها ومواجهتها عند الضرورة ..

 

4- المشكل بالنسبة لبعض أخير من مناهضي اللقاحات هو الرفض المبدئي لها والتشكيك في العلم والاختباء وراء التفسيرات المؤامراتية واستغلال التعبئة ضد اللقاحات لأغراض سياسيوية أو إيديولوجية تتجاهل مخاطر ذلك على الصحة والسلامة العامة حتى وإن ادعت الحرص عليهما.. وهذا موقف مستهجن ورجعي ينبغي فضحه وتعرية الأسباب الكامنة وراء ترويجه للأخبار الزائفة والشعارات المضللة...