هذا ما قالته عمدة البيضاء في حفل افتتاح معرض المفوضية الأمريكية

هذا ما قالته عمدة البيضاء في حفل افتتاح معرض المفوضية الأمريكية يسلط المعرض الضوء بالأساس على المفوضية الأمريكية بطنجة
شاركت نبيلة ارميلي، عمدة مدينة الدارالبيضاء، الجمعة 22 أكتوبر2021، بمتحف مؤسسة عبد الرحمان السلاوي، في حفل افتتاح معرض المفوضية الامريكية تحت عنوان "من صوت وحجر.. 200 سنة من التاريخ بمبنى المفوضية الأمريكية بالمغرب"، الذي يحتفل بمرور مئتي سنة من الصداقة بين الولايات المتحدة والمغرب.
ويقدم المعرض، المنظم من طرف مكتب التراث الثقافي التابع لكتابة الدولة الأمريكية وسفارة الولايات المتحدة بالرباط، بشراكة مع المكتبة الوطنية للمملكة المغربية، مجموعة من القطع التاريخية التي تمثل الروابط الاستراتيجية والاقتصادية والثقافية بين الولايات المتحدة والمغرب، من قبيل نموذج لعربة (مارس روفر) المصنوعة من قطع الليغو إلى حذاء جيمي هندريكس، مرورا بالميدالية الذهبية الأولمبية والحذاء الرياضي لنوال المتوكل.
ويسلط المعرض الضوء بالأساس على المفوضية الأمريكية بطنجة والتي تعتبر أول وأقدم ملكية دبلوماسية للولايات المتحدة الأمريكية في العالم، والمبنى التاريخي الأمريكي الوطني الوحيد الذي يتواجد خارج التراب الأمريكي.
وأكدت نبيلة ارميلي في تقرير توصلت " أنفاس بريس " على نسخة منه على عمق ومتانة العلاقات بين المغرب الولايات المتحدة الأمريكية، وهي علاقات قائمة على ثوابت وتاريخ وقيم مشتركة، كما ترتكز على مصالح مشتركة ورؤية منسجمة إزاء مجموعة من القضايا الدولية، مبرزة أن هذا المعرض يروم الاحتفال بالعلاقات التاريخية والمتميزة بين البلدين.
وذكرت بأن جذور العلاقات المغربية الأمريكية ليست وليدة اليوم، ولم تكن مبنيةً على مصالحٍ اقتصادية، أو غيرها، فهذه العلاقة بين البلدين ترجع تاريخيًا إلى فترةٍ طويلةٍ، فكانت المملكة المغربية سباقةً إلى الاعتراف باستقلال الولايات المتحدة الأمريكية خلال القرن الثامن عشر سنة 1777.
وأبرزت أن قوة هذه العلاقة تكمن في كون المملكة المغربية تمتلك آليات غير مسبوقة في علاقتها مع الولايات المتحدة حيث يربط البلدين اتفاق للتبادل الحر الذي دخل حيز التنفيذ سنة 2006، والحوار الاستراتيجي، وإعلان المغرب كشريك استراتيجي خارج حلف شمال الأطلسي، وبرامج التعاون، وكذا العديد من الاتفاقيات التجارية والثقافية.
وأضافت ارميلي، أن كل ذلك بمنح للعلاقات الثنائية طابعا خاصا ومتميزا، انطلاقا من الحرص الدائم للملك محمد السادس ح على أن يعزز المغرب، بقدر انفتاحه على شركاء جدد، علاقته مع شركائه التاريخيين، والولايات المتحدة كانت دائما شريكا استثنائيا للمغرب في كل القضايا.
ولم يفت العمدة، حسب التقرير نفسه، إبراز أهمية التعاون في مجال تدبير الشأن المحلي حيث طالبت بعقد شراكات اقتصادية واجتماعية وثقافية مع المدن الأمريكية، على غرار اتفاقية التوأمة الموقعة بين الدار البيضاء وشيكاغو سنة 1982، وذلك من أجل التعريف أكثر بالحضارة المغربية والانفتاح على الآخر، وكذا تبادل الخبرات وتقاسم التجارب في مجالات عدة خدمة لمصالح المواطنين.
أكد القائم بالأعمال بالسفارة الامريكية بالمغرب، لورانس راندولف، أن هذا المعرض يكرس العلاقة القوية التي تجمع الشعبين الأمريكي والمغربي، مذكرا أن هذا المعرض يخلد الذكرى المائوية الثانية للمفوضية الأمريكية بطنجة، أقدم بناية ديبلوماسية أمريكية في العالم والتي أهداها السلطان مولاي سليمان للولايات المتحدة سنة 1821، كعربون للصداقة بين البلدين.
وذكر ان هذا المعرض دام أربع أشهر وانتقل الى مدينة الدارالبيضاء التي، كما قال، ليست العاصمة الاقتصادية للمغرب فحسب، بل كان لها دور محوري ومركزي في التاريخ المشترك الأمريكي -المغربي حيث احتضنت مجموعة من المؤتمرات واللقاءات التاريخية كمؤتمر أنفا في 14 يناير 1943.
وأضاف أن هذا المعرض يبرز النموذج المغربي في التسامح والتعايش بين الأديان ويثمن شجاعة الملك الراحل محمد الخامس في حماية الجالية اليهودية خلال الحرب العالمية الثانية، معبرا عن شكره للملك محمد السادس لقيادته الحكيمة للعلاقات المغربية الامريكية.
وأضاف ان المعرض مفتوح أمام كل البيضاويين لزيارته للاطلاع على كل ما يقدمه قبل أن ينتقل إلى مقر وزارة الخارجية الأمريكية بواشنطن في أوائل سنة 2022 ليمنح الفرصة للأمريكيين للاحتفال بهذه الذكرى.
بدوره عبر إبراهيم السلاوي، الكاتب العام لمتحف مؤسسة عبد الرحمان السلاوي، عن افتخاره باحتضان المتحف لهذا الحدث التاريخي الهام الذي يعكس الروابط والعلاقات المتينة بين المغرب والولايات المتحدة الامريكية.
كما قدم نبذة عن المتحف الذي أنشأه عبد الرحمان السلاوي، أحد أبرز هواة جمع الأعمال الفنية البارزين في تاريخ المغرب. واستطاع هذا الرجل من خلال جولات قام بها على امتداد أزيد من 50 سنة أن يجمع عددا لا يحصى من المجوهرات والرسومات والملصقات التقليدية، والتي باتت تشكل اليوم النواة الأساسية للمتحف الذي يحمل اسمه. تعرض هذه التحف في قالب سينوغرافي.