أبو وائل الريفي: المعطي منجب يسير على خطى أمينتو حيدر

أبو وائل الريفي: المعطي منجب يسير على خطى أمينتو حيدر أمينتو حيدر، والمعطي منجب
يواصل أبو وائل الريفي، بوحه الجديد المنشور بموقع" شوف تيفي"، مسلطا كشافات الضوء على قضية المعطي منجب المتابع على ذمة قضية غسيل أموال واختلاسات والذي يتمتع بالسراح المؤقت، الذي يحاول السفر إلى الخارج تحت ذريعة الاستشفاء محاولا ابتزاز القضاء...
"أنفاس بريس" تشارك مقال أبو وائل مع قرائها تعميما للفائدة:
 
لم يكد المسلسل الانتخابي ينهي آخر حلقاته بتعيين الحكومة وتقديم تصريحها أمام البرلمان ونيلها الثقة حتى بدأ بعض المتضررين من هذا النجاح المغربي في التعبير عن حجم الضرر الذي لحق بهم.
المعطي منجب المتابع على ذمة قضية غسيل أموال واختلاسات والذي يتمتع بالسراح المؤقت يستعرض عضلاته ويحاول السفر إلى الخارج تحت ذريعة الاستشفاء وكأن لا وجود لأطباء بهذا البلد، أو كأن أمر سفره يتحكم فيه وحده متناسيا أن هناك قضاء في هذا البلد وقراراته نافذة على الجميع. رغم علمه بقرار منعه من السفر يأبى مسيو ماطي، كما يحب أن ينادى، إلا أن يجمع حقائبه ويتوجه نحو المطار مرفوقا بشهود الزور. لماذا كل هذا العناء يا ترى؟ الجواب بسيط وصار محفوظا عن ظهر قلب ويمكن التنبؤ به قبل حدوثه كما يمكن من الآن توقع الخطوات الموالية للماطي.
بعد أيام سيبدأ العداد المغشوش حول أيام الإضراب وبعدها شهادات الزور المعطي يدخل في غيبوبة، المعطي يحتضر، الشهيد المعطي، لكن اللعبة لن تنطلي على أحد، إذا أراد المعطي أن يموت فذلك اختياره، في المرة الفارطة تزامن إضرابه عن الطعام بقرار الإفراج المقيد الذي أصدره قاضي التحقيق فأوهم المعطي الرأي العام بأن الإفراج عنه كان نتيجة إضرابه عن الطعام، لكن اليوم المعطي في بيته فليفعل بنفسه ما شاء ليتأكد أن لعبته انتهت وأن الاحتماء بجواز سفره الفرنسي لن يلوي به ذراع قضاء المغرب. محرك كل هذا الفيلم هو البحث عن التقاط صورة وتسجيل فيديو للماطي من أمام المطار ليكون مادة يريد بها إحياء قضيته التي بدأ يدب إليه اليأس لأنها توارت إلى الوراء ولم يعد يتضامن معه أحد أو يتذكر قضيته. يعول المعطي على هذه الظرفية ليحقق هدفه بالسفر وليرسل رسالة أنه أقوى من الدولة ويمكنه ابتزازها متى وكيفما شاء أو يهدم صرح نجاح المغرب خلال هذه الظرفية بعد الانتخابات وبعد الخطاب الملكي أمام البرلمان الذي لخص حكاية نجاح شعب وقصة صمود دولة في ظرفية خاصة في وجه حالة وبائية استسلمت لها دول كثيرة. هذا حال الطوابرية دائما لا يحلو لهم النضال إلا في مثل هذه المناسبات. لم ينتبه المعطي أنه بهذا الأسلوب يستنسخ عمل الانفصاليين فقد كانت أميناتو مدمنة على هذه الطريقة ولكنها لم تنجح في ابتزاز المغرب وأدركت أن الزمن غير الزمن وأن الضغط بهذه الطرق لن يجدي. ما كاين إلا القانون آ المعطي. أنت متابع في جرائم وتستفيد من حقك في السراح المؤقت والتهم الموجهة إليك جدية وكبيرة وأولى لك أن تستغرق وقتك وجهدك في إثبات براءتك وليس إضاعة وقتك ووقت المؤسسات في أمور لا طائل منها. يمن المعطي على القضاء بأنه يحضر الجلسات متناسيا أن هذا واجبه وغيابه المتعمد قد يحرمه من امتياز السراح المؤقت وقد يؤكد تهربه من المحاكمة. ويتحدث المعطي عن دخوله في إضراب وهذه كذلك صارت لعبة قديمة وأهدافها مكشوفة للخارج قبل الداخل “اعطيني ما بغيت أو نموت بالجوع. ذاك شغلك. مت أو أمرض فلا تلومن إلا نفسك”.
وعلى المنظمات الحقوقية التي تحترم نفسها أن تنتصر للحياد والموضوعية. من يكون الماطي حتى يتحدى القضاء ويطالب بامتياز ويتجاهل المنع بالسفر الصادر في حقه؟ أي مصداقية وسلطة ستبقى للمؤسسات لو طالب كل الممنوعين من السفر بهذا المطلب؟ لم تنجح حتى الآن كل خطط المعطي لإخضاع المغرب ويشعر أن التهمة راكباه راكباه، وأن إثبات براءته أقرب إلى الاستحالة بسبب الأدلة التي ووجه بها. ويعلم المعطي كذلك أنه فشل في تسييس قضيته، وأن فرقعات التضامن معه لا تؤثر في تصميم القضاء على النظر في قضيته باعتبارها قضية لا علاقة لها بمواقفه واصطفافاته.
كن معارضا متجذرا كما تشاء، ولكن اعلم أن المعارضة أخلاق قبل أن تكون مواقف، والمعارضة تضحية وعطاء وليست وسيلة للإثراء غير المشروع بتحويل اعتمادات لغير ما رصدت له ولما يخدم جيبك ومصالحك ومصالح عائلتك التي ورطتها وضربت سمعتها. ما يقوم به المعطي من جلبة يراد بها أساسا التغطية عن طبيعة تهمته و”التمسكن” لجلب تعاطف يحس أنه مفقود ولن يجلبه بالحديث بالقانون والوقائع الحقيقية لأنه أدرى بالتهم الموجهة إليه وبالأدلة التي بحوزة القضاء حولها كما أنه يعلم بأن كل المساطر المتخذة ضده قضائية بدءا من منعه من السفر بسبب خطورة التهم الموجهة إليه وجديتها، ومرورا بعقل ممتلكاته وحساباته وهو إجراء روتيني تحفظي يتخذ في مثل هذه الحالات بالنسبة لقضايا غسل الأموال. على الطوابرية جميعا أن يتعلموا من هذا الدرس بأن الدولة أكبر من أن يلوى ذراعها تحت أي ظرف أو مبرر، ولا حل لأي ملف معروض على القضاء إلا بمسطرة قضائية، وكل مجهود لتسييس قضايا عادية فهو ضائع ومستنزف للمعني به أولا وأخيرا. ينتهي مفعول البيانات التضامنية للجان التي لا تحيى إلا في مثل هذه المناسبات بعد نشره مباشرة حين يكتشف الطوابرية أنهم وحدهم من يطلع عليه ويتفاعل معه ويتبنى محتواه، أما المغاربة فصاروا يفهمونهم ويصنفونهم في خانة هم أدرى بها.