الدكتور الطيب حمضي: الجرعة الثالثة ثابتة حمايتُها لهذه الفئات.. وهذه فوائدها وتطورها

الدكتور الطيب حمضي: الجرعة الثالثة ثابتة حمايتُها لهذه الفئات.. وهذه فوائدها وتطورها الدكتور حمضي يتلقى الجرعة الثالثة

ما هي الفوائد المنتظرة؟ هل من الضروري أخد الجرعة الثالثة ولمن؟ هل على الجميع أخدها؟ هل ستكون هناك جرعة رابعة وخامسة؟ هل سيكون علينا أخد اللقاح بشكل دوري - كل سنة مثلا؟

 

تلقيتُ يوم الأربعاء 6 أكتوبر 2021 جُرعتِي الثالثة من اللقاح المضاد لكوفيد 19، وأريد اليوم أن أتحدث عن أهمية هذه الجرعة بعد أن تحدثنا عن دواعيها من قبل.

 

دواعي الجرعة الثالثة باختصار شديد:

المسنون وأصحاب الأمراض المزمنة والسمنة، بسبب تأثر جهازهم المناعي مع السن والأمراض المزمنة، لا يتجاوبن في العادة مع اللقاحات بنفس قوة الشباب. وظهور المتحورات ينتقص من فعالية اللقاحات.

 

إنتاج مضادات الأجسام عند بعض الملقحين يتناقص مع مرور الوقت ابتداء من الشهر السادس بعد التلقيح، الوفيات المسجلة بين الملقحين تلقيحا كاملا رغم ندرتها (أقل من 0.5% من وفيات كوفيد 19) تهم بالأساس المسنين ودوي الأمراض المزمنة.

 

ما هي الفوائد المنتظرة؟

ـ حماية هده الفئات من الإصابة بالحالات الخطرة والوفيات

ـ حماية المنظومة الصحية من ضغط الإصابات المحتملة لهده الفئات

ـ التحكم أكثر في انتشار الفيروس بين هده الفئات وداخل المجتمع.

 

هل من الضروري أخد الجرعة الثالثة، ولمن؟

- هناك إجماع علمي على إعطاء فئة من المرضى الجرعة الثالثة باستعجال وبالضرورة وأربع أسابيع فقط -عوض ستة أشهر- بعد الجرعة الثانية لحمايتهم من مخاطر عالية جدا وهم المرضى الذين يعانون من مشاكل كبيرة في المناعة أو يتناولون أدوية تضعف المناعة بشكل قوي كمن استفادوا من عملية زرع الأعضاء، و المرضى الذين يخضعون لتصفية الكلي، الذين يعانون من بعض أنواع السرطانات الخاصة...

- هناك اتفاق على إعطاء الجرعة الثالثة للمسنين من 65 سنة فما فوق، يعانون من الأمراض المزمنة ومن السمنة مهما كان السن، وللمهنيين الصحيين والمهن التي تواجه خطر الفيروس بحكم العمل.

 

هل سيتم تعميمها على الجميع؟

لحد الساعة هناك نقاش علمي عالمي حول الجرعة الثالثة بالنسبة لغير الفئات المستهدفة حاليا ذات عوامل الأخطار بحكم السن أو الأمراض المزمنة أو المهنة.

 

إن الجرعة الثالثة أثبتت أنها تضاعف منسوب إنتاج مضادات الأجسام عند الذين تلقوا الجرعتين، ولكن السلطات الصحية في دول العالم ومنظمة الصحة العالمية في انتظار دراسات ميدانية تؤكد فائدة وضرورة هذه الجرعة بالنسبة لكل من هم فوق 18 سنة أو 40 أو 50 سنة مثلا.

 

هناك اتجاه لدى بعض الخبراء الدين يعتقدون أنه مع تطور الجائحة وربما ظهور طفرات ومتحورات جديدة سيكون من الضروري إعطاء جرعة ثالثة لجميع الملقحين، وبالتالي سيصبح النظام الأساسي للتلقيح ضد كوفيد 19 هو ثلاث جرعات وليس إثنتين. ولكن يجب انتظار الدراسات وتطور الجائحة. اليوم هناك الفئات ذات الأولوية، والأمور تتطور مع الجائحة وتطور المعطيات العلمية.

 

هل ستكون هناك جرعة رابعة وخامسة؟

التقييم العام لتطور الفيروس وتطور الجائحة وفعالية اللقاحات يفيد لدى العديد من الخبراء الدوليين أن نظام الثلاث جرعات كتلقيح أساسي في الغالب سيكون كافيا لحماية فائقة ضد المرض، وبالخصوص ضد الحالات الخطرة والوفيات.

 

هل سيكون علينا أخد اللقاح بشكل دوري -كل سنة مثلا-؟

يجب التفريق بين الجرعة الثالثة وجرعات التذكير. الجرعة الثانية أو الثالثة هدفها هو إعطاء الحماية اللازمة والكاملة، وإذا اكتملت يسمى الإنسان ملقحا بشكل كامل.

 

في علم اللقاحات نعرف أن الملقحين مع مرور الوقت والسنوات تنقص مناعتهم ضد المرض، ويحتاجون أحيانا لحقنة تذكير لتحفيز المناعة من جديد، كل سنة أو خمس أو عشر أو عشرين سنة... حسب الفيروس وحسب مدة فعالية اللقاح.

 

بالنسبة لكوفيد 19 الخبراء يعتقدون أكثر فأكثر أن الفيروس قد يبقى معنا لبعض الوقت ويجب التعايش معه. وقد يكون من الضروري لبعض الفئات على الأقل أخذ جرعات تذكير كل سنة أو ثلاث أو خمس سنوات، ربما فئات أخرى كالشباب والأطفال مثلا قد لا تحتاجها، الكل متوقف على تطور الجائحة الحالية وتطور الفيروس وتطور اللقاحات وعملية التلقيح والإجراءات الاحترازية.

 

لكن الأساس اليوم هو الخروج من هذه الجائحة والعودة للحياة الطبيعية...