وفاة العلامة المربح التازي تكشف معاناة العلماء المغاربة مع أصولية بنحمزة

وفاة العلامة المربح التازي تكشف معاناة العلماء المغاربة مع أصولية بنحمزة المرحوم محمد المربح( يمينا) ومصطفى بنحمزة
توفي بوجدة في النصف الأول من شهر شتنبر 2021، الشيخ المربي الفقيه العلامة محمد المربح المعروف بالفقيه التازي، متأثرا بمضاعفات مرض كوفيد 19. 
كان رحمه الله محدثا ضابطا، ومحققا مشاركا في علوم الشريعة الإسلامية خاصة الفقه المالكي وأصوله. أخذ عن مجموعة من شيوخ العلم الكبار، نذكر منهم العلامة الفقيه الرهوني، حيث نال من بركاته الشيء الكثير . 
اشتغل الفقيد محمد المربح، عضوا بالمجلس العلمي المحلي وخطيبا وواعظا، وأستاذا للتعليم العتيق. غلب عليه الزهد  والورع وفق سمت العلماء المغاربة الربانيين. تخرج على يديه كثير من طلبة التعليم العتيق بوجدة ونواحيها، حيث كان من المؤسسين للتعليم العتيق بها بعدما اندثر، وذلك في أواخر السبعينيات من القرن  الماضي، بمعية أحد المحسنين الحاج البكاي الحركاتي رحمه الله، الذي كان ينفق من حر ماله على طلبة التعليم العتيق بوجدة. وهذا من حقائق التاريخ بوجدة التي تزعج  الأستاذ مصطفى بنحمزة، الذي لا يتورع من  نسب عمل الآخرين لنفسه. 
لقد حز في نفوس الوجديين أن يؤبنه بنحمزة بشكل مختزل في مدرسة البعث الإسلامي، وبدون تغطية إعلامية، على غير عادته مع باقي العلماء. وهو ما استرعى اهتمام المتتبعين، بالتساؤل وحتى بالهمس. في حين تجاهل المجلس العلمي بوجدة نعيه للرأي العام. بل إن أتباع بنحمزة حاولوا منع أحد محبي الشيخ من تأبينه بعد الدفن. وهذا يبين عملية اختزال قدر الشيخ،حيا وميتا. 
لقد درج بنحمزة في روايته للتاريخ على تسويق عنتريات تجاه السلطة بشأن فتح مدرسة البعث الإسلامي، وفق نهجه في الغلظة والفظاظة، من جهة، ولعبة الأقنعة، من جهة أخرى، وهو المبارك من طرف أصحاب الحال في سنوات الرصاص، لمحاربة اليسار. والحال أن حكمة الفقيه التازي وبركته جعلت باشا المدينة عصمان يأتي شخصيا للمدرسة القرآنية ويخبر القائمين عليها بأن السلطة لا ترى مانعا من فتح المدرسة. 
كما أن الفقيه التازي كان لايتفق مع الأستاذ مصطفى بنحمزة على تسمية "البعث الإسلامي" وكان يرى أن تسمى بإسم شيوخها الفقهاء المؤسسين كالشيخ الفقيه بن سعيد الوجدي الوشاني الذي وضع النواة الأولى لتعليم القرأن الكريم بمعية المحسن الحاج البكاي الحركاتي،  لكن مصطفى بنحمزة انتصر لرهان "البعث" الوهابي الإخواني في التسمية والتدبير. فسيطر على المدرسة وهمش الشيوخ بفضل الدعم الأصولي ، وتحت أنظار السلطة المحلية. وكان يقول :إن الفقيه التازي بلغ من الكبر عتيا وبدأ يخرف.
ولم يقف أمر الخلاف عند هذا الحد، بل امتد  إلى العلاقات الأسرية، حيث آذى بنحمزة، أسرة الفقيد، وهو يقع، حسب ما هو منتشر في الأوساط الوجدية، في محظور" لا يخطب الرجل على خطبة أخيه" .حيث مات الفقيد وفي غصته هذا الضرر بأحد أبنائه، الذي تألمت منه عائلته كثيرا. وهو ما حدا بالفقيد بأن يوصي أبناءه، أن يتولى أحد الفقهاء المغمورين بالأحياء الهامشية، بوجدة، الصلاة عليه، معتقدا فيه الصلاح والتقوى والقرب من الله عز وجل، بدلا من  بنحمزة .
رحم الله الفقيد الفقيه التازي الزاهد الناسك الذي كان للفكر الوهابي والإخواني بالمرصاد ، حيث كان  يدحض أدلتهم بالعلم والفقه المالكي المتين الذي أخذه عن شيوخه الأفاضل رحمة الله عليهم جميعا. وهذا ما يفسر اختزال تأبينه، على عكس ما يسهر عليه بنحمزة، فيمن هم أقل منه علما وصلاحا وورعا وتقى. وهذا باب للتأمل كبير في نوع "القيم"، التي يسهر عليها التحكم الأصولي، من الموقع الرسمي. ولا حول ولا قوة إلا بالله!