الطريق السيار بالمغرب، وسياسة ابتزاز المواطنين

الطريق السيار بالمغرب، وسياسة ابتزاز المواطنين أنور بنعزوز (يمينا) وعبد الإله الجوهري (يسارا)
أضحى الطريق السيار، خاصة المقطع الرابط بين مدينتي الرباط والدارالبيضاء، جهنم لا يطاق عبوره، بسبب سوء التسيير والتدبير للشركة الوطنية للطرق السيارة بالمغرب، حيث أضحى القائمون على هذه الشركة السيئة المواطنة والسمعة، منذ شهور، تبتز المواطنين المسافرين، من خلال خنقهم عند محطات الأداء، حيث يضطر العابر بسيارته، أو شاحنته، الوقوف لساعة أو أكثر، فقط من أجل الأداء، وذلك، لأن القائمين على شأن هذا المقاطع لا يفتحون غير بوابة واحدة، أو بوابتين، وفي أحسن الأحوال ثلاث بوابات، للأداء المباشر نقدا، مع فتح عشر بوابات أو أكثر لأصحاب الاشتراكات، وهي طريقة جد لئيمة للضغط وابتزاز المواطنين من أجل دفعهم لاقتناء مفاتيح العبور، والهدف طبعا، محاولة الاستغناء أكثر فأكثر على العاملين القابضين بالشركة.

ما يحدث مصيبة لأن اللحظة، ونحن عند هذا مقطع بوزنيقة، تتحرك جحافل السيارات ببطء شديد، لحد أننا اضعنا مدة زمنية تتجاوز النصف ساعة، ولم يصل بعد الدور لسيارتنا من أجل المرور. يعني أننا اخترنا الطريق السريع المؤدى عنه، لكي نضطر لقضاء زمنا يتجاوز مرتين، لو أننا اخترنا السفر عبر الطريق الوطنية الغير مؤدى عنها. المصيبة أن هناك بعض العابرين، من فوتوا مواعيد سفرهم، لأن الوصول لمطار محمد الخامس في الوقت المناسب أضحى الآن صعبا، وآخرون لهم مواعيد عمل فوتوها بسبب الجشع وسياسة خنق المواطن وهلم جرا.

زعيق المنبهات، والحر، والدخان المتصاعد من مؤخرات السيارات، تجعلك تكره نفسك، وتسب من افتى بضرورة ربط مدننا بطريق "سيار"، الطريق الذي أوصي المواطنين عامة بعدم السفر من خلاله، أو أخذ مفوض قضائي معهم، لحظة اختيار المرور ببوزنيقة، لتسجيل ما يقع، ورفع دعوى قضائية ضد هذه الشركة المسيرة اللئيمة.