أبو وائل الريفي: اقتراع 8 شتنبر سبب سعارا للطوابرية بالمغرب !

أبو وائل الريفي: اقتراع 8 شتنبر سبب سعارا للطوابرية بالمغرب ! الجنيرال شنقريحة يتوسط المعطي منجب وفؤاد عبد المومني(يسارا)
ما إن أعلنت نتائج اقتراع 8 شتنبر بالمغرب، حتى أصاب السعار الطوابرية الذين خاب ظنهم وسقطت تنبؤاتهم وخسروا رهانهم وأضاعوا حليفا موضوعيا كانوا يحتمون به. واكتشف الطوابرية حقيقة أنهم تجاوزهم الركب.
هذا ما نقرأه في التحليل الذي نشره أبو وائل الريفي في بوحه الأسبوعي بموقع " 
شوف تيفي":
 
ما إن أعلنت نتائج الانتخابات وبدأت تتوالى الإشادة الدولية بالمغرب، من دول ومنظمات حكومية وغير حكومية، الذي استطاع إنجاح استحقاقات انتخابية ثلاثة في يوم واحد وفي ظرفية وبائية وبإمكانيات ذاتية، وحقق خلالها نسبة مشاركة قياسية مقارنة مع جل الانتخابات التي نظمت في دول خلال جائحة كورونا، وانتصر فيها للمنطق الديمقراطي بعيدا عن أي تدخل. أقول ما إن أعلنت النتائج حتى أصاب السعار بعض وجهاء الطوابرية الذين خاب ظنهم وسقطت تنبؤاتهم وخسروا رهانهم وأضاعوا حليفا موضوعيا كانوا يحتمون به. اكتشف الطوابرية حقيقة أنهم تجاوزهم الركب أو على حد قول الرئيس اليمني السابق “فاتهم القطار”. وعوض أن يدخلوا مثل غيرهم من المنهزمين في مراجعات موضوعية فضلوا الهروب إلى الأمام بسرعة قياسية والدخول في حالة إنكار مفضوحة تفتقر للأدلة المادية، وهو ما جعلهم يلفظون سقط الكلام “الشياطة ديال التحليل والكلام” في صفحاتهم التي أصبحت المنفذ الوحيد لهم أمام عالمهم الصغير بعدما تخلت عن خدماتهم كل وسائل الإعلام التي صارت ترى أن ما يقدمونه من تصريحات هو أقرب إلى تقيؤ أو استفراغ السموم منه إلى التحليل.
فؤاد عبد المومني الشيخ الذي يتصابى يوما بعد آخر ولا يجد راحته إلا عند زوجات وبنات المناضلين اليساريين، والذي صارت بأخباره في هذا الصدد الركبان، و بالمناسبة يتساءل أبو وائل لماذا لم تتضامن الجمعية المغربية لحقوق الإنسان مع هذا الشيخ المتصابي و هي التي تصدر بيانات التضامن بمناسبة و بدون مناسبة حتى و لو جرت في “إِيدَاوْڭْنِيضِيفْ” المنسية لكنها لم تتضامن مع فؤاد رغم أن خاله هو زوج النافذة في الجمعية خديجة الرياضي، أبو وائل يتساءل فقط رغم أنه يعرف الجواب و حقيقة الأمور التي يحتفظ بها لنفسه، ولم يعد خافيا على أحد تباهي فؤاد عبد المومني على الرفاق بمنزلته الليبرالية التي تجعل الرفيقات الناشئات يلجأن إليه كملاذ للعمل أو النشاط في الجمعيات. فؤاد الغارق حتى النخاع في الريع والمستفيد من أموال المغرب الأخضر لإصلاح ضيعته في سيدي بطاش رغم أنه لا يتوانى عن انتقاد هذا المخطط وانتقاد أخنوش وكان الأولى به أن يحرم على نفسه أموال مخطط يرى أنه فاشل وريعي و… ألا يشعر بالسكيزوفرينيا وهو يأكل الغلة ويسب صاحبها والمشروع؟ فؤاد الذي يدعي الدفاع عن البروليتاريا والضعفاء والفئات المحرومة هو من اغتنى على ظهرهم من خلال شركات القروض الصغرى التي كانت تمتص دماء المساكين بالفوائد، وهو كان يشغل منصبا كبيرا داخل إحدى هذه الشركات وراكم من عمله ثروة جعلته اليوم إقطاعيا. أليست هذه سكيزوفرينيا؟ فؤاد عبد المومني الذي يحير المرء في تصنيفه لأنه يضع رجلا مع الإسلاميين وأخرى مع اليسار وثالثة مع الليبراليين. هو صاحب الخطاب اليساري والسلوك الليبرالي والقريب من الإسلاميين. كل هذه الخلطة جائزة لنيل رضى المنظمات إياها التي يحرص على الاستفادة من حمايتها وتمويلاتها ورضاها. فؤاد عبد المومني صار بقدرة قادر ثوريا ويتشارك تحليلات أفتاتي ويحذر من الانفجار القادم ويستعين بأدوات الكوزينة في ذلك لأنه ألف خلوة البيت فضاقت عليه الدنيا بما رحبت فأصبح لا يرى العالم إلا بمنظار ما تجود به عليه مواقع التواصل الاجتماعي. فؤاد المعزول عن العالم لا يرى أن مغربا آخر تشكل منذ سنين لأن “جْلَالَة البصر والبصيرة” حجبت عنه الرؤية ولأنه ما يزال يحن إلى تحليلات ثورة الكمون التي لم يتحقق منها شيء.
وكعادته، ولطي شعور الإحباط بعد الهزيمة المنكرة التي مني بها، لم يجد غير ملف اليسار للمواساة فأصبح للأسف منظرا يتحدث عن اليسار وتوحيده. وبئس اليسار إن أصبح إقطاعيا غارقا في الريع يضع له خارطة طريق العودة لزمن العز. اليسار قيم وأخلاق قبل أن يكون جعجعة كلام وخطابا منمقا بمصطلحات كبيرة. أول خطوة أن تعتذر يا فؤاد لرفاقك على ما سببته من مآسي لأسر منهم، وفي مقدمتهم الريسوني الذي شردت أسرته وارتضيت لنفسك مواقعة زوجته مرات وهي في عصمته، وثاني خطوة أمامك هي إرجاع أموال المغرب الأخضر لأصحابها حتى يمكنك انتقاد هذا المخطط، وثالث خطوة أن تعتذر للمغاربة الضعفاء الذين كنت سببا في قروض صغرى امتصت عرقهم مقابل اغتنائك أنت ومن معك منها. هل تستطيع ذلك؟ هذا تحدي أمامك والأيام بيننا. وإن بدا لك خطأ في هذا الكلام ننتظر ردك.
الطوابري الثاني الذي أصابه السعار كذلك هو المعيطي منجب. والسعار بالمناسبة هو داء الكلب وسببه التهاب حاد في الدماغ ويصيب الحيوانات وينتقل إلى الإنسان. المعطي الذي سطا بدون وجه حق وقانون على أموال موجهة لجمعيات وتصرف فيها بشكل شخصي فقد صوابه بسرعة وصار يستبيح كل شيء حتى الكذب والكاريكاتير الساقط. المعطي يعيش حالة بطالة ويراكم الفشل تلو الفشل ولم يعد مطلوبا كما كان لأن الكل فهم حقيقته بعد اطلاعه على حجم الثروة التي راكمها من أموال المانحين وبعد اطلاعه على التبريرات غير المقنعة التي قدمها عنها. المعطي المهزوز والمهزوم صار يكذب ويزور الحقائق فيتحدث عن معتقل سابق توفي بأنه انتحر ودون الإشارة إلى أنه كان معتقلا سابقا. صار المعطي يتبنى تحليلات دون كيشوتية ليؤكد حقيقة في خياله حول الانتخابات ليفند نزاهتها والنسبة المرتفعة للمشاركين فيها ويتوعد الدولة المغربية بالثورة القادمة.
نعرف أن المعطي فقد كل شيء بعد هزيمة العدالة والتنمية، وفقد بشكل خاص عطف الجهات الدولية التي تستثمر في الإسلام السياسي وتفتح له أبواب الكتابة والتحليل البئيس. لذلك كان عاديا بعد أن فقد البزولة وصار إلى الفطام أقرب أن يستعمل كل الوسائل للتعبير عن حالة الضرر التي يعيشها. لم يعد للمعطي وفؤاد ما يتحدثان عنه وسحبت هذه الانتخابات بنسبة المشاركة فيها البساط منهم ليتحدثوا باسم الشعب. سيجهد هؤلاء وغيرهم أنفسهم للبحث عن أدلة يؤكدون بها قناعة صنعتها خيالاتهم المريضة وهي أن الانتخابات مزورة. أمامكم مناضلي العدالة والتنمية والاشتراكي الموحد وفيدرالية اليسار الديمقراطي وكان عندهم مراقبون وعندهم محاضر المكاتب ويمكنكم الاستماع لشهاداتهم وبياناتهم فإن وجدتم أدلة على التزوير أو التلاعب يمكنكم حينها نشرها وإلا فإنه التحليل انطلاقا من الحقد على نجاحات المغرب.
لم “تضرب النفس” المعطي على سائقين مغربيين لقيا حتفهما غدرا من طرف عصابات مجهولة في الأراضي المالية، ولم يستحق الحدث من مدعي الحديث عن الشعب ومآسيه تدوينة قصيرة للترحم عليهما. أتعرفون السبب؟ إنه واضح وضوح الشمس، فهو يعرف أن أصابع الاتهام يمكن أن تطال ربيبته الجزائر ونظامها العسكري الذي تتقوى الاتهامات ضده يوما بعد آخر، وخاصة بعد أن أفادت الوكالة الأمريكية Lammzy بأن منفذي الهجوم عبروا الجزائر في السابع من شتنبر بواسطة مركبتين تابعتين لوكالة الأمم المتحدة لتجنب نقاط التفتيش الجوية لطائرات “الدرون” المغربية. إن هذا التلاقي الموضوعي الغريب يؤكد المجهودات التي تبذلها دوائر عديدة للتغطية على كل انتصار مغربي. يغيض نظام العسكر نجاح المغرب في تدبيره لجائحة كورونا، كما يغيضه حالة الاستقرار التي يعرفها، ويصيبه بالسعار توالي الانتصارات المغربية في ملف الصحراء وهو يرى أعداد القنصليات ترتفع في الصحراء، ويفقد طبعا صوابه وهو يرى بجواره المغرب ينظم انتخابات عادية ناجحة في ظرفية استثنائية. يعرف نظام العسكر الرسالة التي تصل إلى نشطاء الحراك الجزائري بعد هذا النجاح المغربي لأنه فشل في تنظيم انتخابات تحوز رضى كل الفرقاء في الجزائر. نتذكر أن انتخابات الجزائر التشريعية لم يتجاوز عدد المشاركين فيها الثلث، والانتخابات الرئاسية لم يتجاوز عدد المشاركين فيها 39 في المائة، ونسبة المشاركين في الاستفتاء على الدستور لم تتجاوز 23 في المائة. ولذلك سخر حكام الجزائر كل وسائلهم للتشويش على المغرب من الداخل والخارج. وكم عجبت لأحد الزعماء الإخوان بالجزائر ضربته النفس على الإسلاميين فصار يقرع قيادة العادلة والتنمية ويقدم لها الدروس والمواعظ ونسي المسكين أن حمس هي أول من ارتمى في أحضان العسكر وباع إخوانه في جبهة الإنقاذ وشارك في حكومات العشرية السوداء بينما إخوانه في الفيس في المنافي في الصحراء. آخر من يقدم الدروس هو أمثال هؤلاء الذين “كردعهم” شنقريحة وتبون في الانتخابات الأخيرة واستغنى عن خدماتهم ودفعهم كرها إلى المعارضة بعدما ألفوا العطاء.