البدالي صافي الدين: المال والفساد في الانتخابات

البدالي صافي الدين: المال والفساد في الانتخابات البدالي صافي الدين

ظلت الانتخابات في المغرب تعرف شراء الأصوات منذ قرر النظام الحاكم في المغرب إجراء الانتخابات البرلمانية والجماعية في بداية الستينات من القرن الماضي. بل ازداد الوضع سوءا في بداية هذا القرن. وبذلك تعود المغاربة على أنه في كل موسم انتخابي إلا والحكومة تصدر ترسانة من القوانين تخص الجوانب التقنية والمالية والتقطيع الانتخابي بزيادة دوائر انتخابية أو حذف أخرى والزيادة في المستشارين الجماعيين وعدد البرلمانين. وقوانين تتعلق باحتساب القاسم الانتخابي بالرفع من العتبة أو التقليص منها أو إلغائها استجابة للخريطة السياسية التي تضمن استمرار الاستبداد السياسي والتحكم المطلق في مصير البلاد. وتكون بذلك الدولة هي التي تتحكم في النتائج الانتخابية وليست القواعد الديمقراطية الحقة.

 

وحينما تغيب الديمقراطية والمحاسبة وربط المسؤولية بالمحاسبة، فإن توزيع المال لاستمالة الناخبين يظل فارضا نفسه بقوة أمام أعين الدولة. والقوانين الانتخابية يكون مصيرها الرفوف وخرقها أمر بسيط جدا كما هو الشأن بالنسبة لآلاف القوانين والمراسيم التي لا يعلمها إلا الذين وضعوها حتى أصبح المغرب من بين أكثر الدول مراسيم وقوانين لكنها لا تطبق إلا على الضعفاء والمساكين.

 

وفي هذه الانتخابات التي ستجرى في 8 شتنبر 2021، توزع الأموال بشكل عاد جدا في جميع المدن والقرى والدواوير المغربية، حتى أن رئيس الحكومة وأمين حزب التقدم والاشتراكية وأمين حزب الأصالة والمعاصرة صرحوا بذلك علنا، وهو الشيء الذي يطرح علينا أكثر من تساءل: هل الدولة عاجزة على أن تتصدي لمثل هذه المظاهر التي هي من مظاهر الفساد وما لها من ارتباط بالفساد الانتخابي بالفساد السياسي والأخلاقي والمس بمصداقية البلاد؟ أم أنها تريد ذلك لضمان استمرار الأعيان والإقطاعيين الجدد ورموز الفساد ونهب المال العام  للاستمرار في تشكيل الأغلبية الضاغطة لتنفيذ البرامج التي تخدم الرأسمال الأجنبي  والتطبيع المطلق من الكيان الصهيوني وإغلاق باب الحريات وحقوق الإنسان وتضع حدا نهائيا  للخدمات الاجتماعية، بدءا من المدرسة العمومية والصحة العمومية إلى المجال الثقافي والتعليم الجامعي والإجهاز الكلي على صندوق التقاعد الذي جعلت منه الدولة صندوقا أسود تعود إليه في كل ضائقة مالية ضدا على حقوق المتقاعدين.

 

إنه في قراءة لتصريح رئيس الحكومة ولأمناء أحزاب هي من المساندين لها، ومن خلال خرق دوريات وزارة الداخلية المرتبطة بالحملة الانتخابية، أصبح واضحا بأن هذه الانتخابات هي أخبث من سابقاتها. وكما يقال "إذا ظهرت المعنى فلا فائدة في التكرار"..

 

البدالي صافي الدين، قيادي في حزب الطليعة