السلماني: جماعة فاس أهملت العناية بالشباب وركزت على ترميم الحفر

السلماني: جماعة فاس أهملت العناية بالشباب وركزت على ترميم الحفر عبد الرحيم السلماني

قال عبد الرحيم السلماني، رئيس الجامعة الوطنية للتخييم بجهة فاس-مكناس، ورئيس الشبكة الجهوية لحقوق الطفل ووكيل لائحة الاشتراكي الموحد بمقاطعة فاس المدينة، جوابا عن سؤال لجريدة "أنفاس بريس" حول تغييب البرامج الموجهة للشباب الأطفال من طرف الأحزاب السياسية والاكتفاء برفع شعارات براقة دون توفر إرادة سياسية حقيقية: إن معظم البرامج الانتخابية المقدمة من طرف الأحزاب السياسية لخوض الاستحقاقات القادمة مستنسخة عن بعضها البعض، وتكتفي برفع بعض الشعارات البراقة الموجهة لفائدة الشباب في غياب ارادة سياسية لتفعيل مجموعة من البرامج والمشاريع الموجهة لفائدة الأطفال والشباب. مشيرا إلى أن منطقة فاس المدينة هي مدينة تراثية تفتقد للفضاءات التي تسمح ببناء الملاعب أو توفير مساحات خضراء أو مسابح، وأن فعاليات المجتمع المدني بمعية الفعاليات السياسية اقترحت استثمار وجود مؤسسات تعليمية داخل النسيج العتيق لخلق هذه الفضاءات، مثل ملاعب القرب يستفيد منها الأطفال والشباب إلى جانب تلاميذ هذه المؤسسات. مضيفا بأن تبني هذا المقترح في إطار مشروع "رياضة ومدرسة" من طرف وزارة الثقافة والشباب والرياضة ووزارة التربية الوطنية، لكن للأسف تم اجهاض تنزيله بسبب غياب الإرادة السياسية، علما أن الأمر يتعلق بعمل للقرب كان من شأنه تمكين الأطفال من فضاءات للعب محرومون منها داخل المدينة العتيقة.

 

وتطرق السلماني إلى حالة الإهمال التي تعاني منها دور الشباب بالمدينة العتيقة، وقد تمت مصادرة إحداهما لتظل دار الشباب البطحاء كدار يتيمة في المنطقة، كما أنها تعد بعيدة عن نسبة هامة من ساكنة المدينة القديمة. مؤكدا أن المدينة القديمة لفاس تعاني من نقص مهول في فضاءات التنشيط والترفيه، علما أن الشبكة الجهوية لحقوق الطفل سبق لها أن وجهت رسالة إلى مختلف رؤساء الجماعات بفاس من أجل توفير فضاءات للعب والترفيه لفائدة الأطفال، علما أن هذه الفضاءات تتواجد خارج المدينة ولا يمكن الوصول إليها من طرف معظم المواطنين الذين لا يتوفرون على سيارات خاصة.. مضيفا بأن بعض الاستثمارات التي تم تعبئتها من طرف الشبكة كشفت عن كون عدد من الآباء يفضلون السفر إلى مدينة مكناس لتمكين أطفالهم من الاستفادة من فضاءاتها  للعب والترفيه.

 

وأوضح السلماني أن رؤساء الجماعات الترابية بفاس لا يمتلكون الإرادة السياسية لإخراج فضاءات للعب والترفيه بفاس إلى حيز الوجود، مضيفا بأنه لايمكن بناء الوطن دون بناء الطفل وبناء الشعب، كما لا يمكن للطفل أن يحب وطنه وهو لا يتلقى العناية منذ بداية نموه، من خلال توفير فضاءات للعب والترفيه، ونفس الواقع يعيشه الطفل بالمؤسسات التعليمية الابتدائية العمومية التي تفتقد لما يكفيها من موظفين وحراس الأمن، ومنظفات، في حين الوضع أحسن في المؤسسات التعليمية الإعدادية والثانوية، والمؤسسات الجامعية، علما أن مرحلة التعليم الابتدائي تعد هي الأهم، الأمر الذي يتطلب توفير ملاعب رياضية ومرافق للترفيه داخل هذه المؤسسات بما فيها حتى المسابح المدرسية والذين لن تكون كلفته مرتفعة على غرار تجارب في أوروبا الشرقية والتي تعد أقل نموا من المغرب.

 

وأضاف أن المجلس الجماعي لفاس مطالب بعقد لقاءات دورية مع الشباب والأطفال لمعرفة حاجياتهم وخلق مشاريع عبر إشراك هذه الفئات، الأمر الذي سيجعل الشباب يشعر أن المجلس الجماعي في خدمته ويسطر البرامج لأجله، وفي غياب مشاريع وبرامج تهم الأطفال والشباب، فإن خدمات المجلس الجماعي لن تتعدى توفير الإنارة وترميم الحفر وتبليط الشوارع، في حين يتم تغييب الخدمات الإنسانية.