لا يكاد يمر يوم واحد دون أن تشهد شوارع العاصمة الجزائرية ومدن أخرى تظاهرات بسبب أزمة المياه الصالحة للشرب..
وبين فترة و أخرى وأمام غياب حلول عاجلة، تنزل الناس إلى الشوارع وتقوم حتى بإغلاق الطرق ومنع سير المركبات حتى ساعات متأخرة من الليل كما وقع في كل من منطقة باب الزوار وبرج الكيفان وقهوة شرقي (الضواحي الشرقية للعاصمة الجزائرية).
شبح العطش أخرج النساء أيضا في بلدة تيمياوين في دائرة برج باجي مختار بأدرار جنوب الجزائر، إذ نظمت جمعيات نسوية وقفة احتجاجية بسبب أزمة العطش التي تشتكي منها المنطقة وندرة المياه في وقت تعاني هذه المناطق الجنوبية من موجة حر لاذعة إذ تصنف في خانة المناطق التي تشهد موجات حرارة مرتفعة في عز الصيف قد تتجاوز 50 درجة مئوية.
أطفال صغار ورجال وحتى شيوخاً يحملون غالونات وقوارير بلاستكية يتجولون في الشوارع بحثاً عن خزانات لتعبئتها، وإذا ما عثروا عليها يحملونها ويعودون أدراجهم ويقولون: "يكفي فقط للشرب والحفاظ على أدنى شروط النظافة في عز الأزمة الصحية التي تمر بها الجزائر".
وتقول عدة تقارير صحافية إنه في عز هذه الأزمة، استغل المضاربون الوضع الذي يصفه مراقبون بـ "الخطير" إذ أصبحت المياه غير المعدنية تُباع في صهاريج حديدية أو بلاستيكية تتجول في الشوارع على متن شاحنات صغيرة، حيث بلغ سعر الليتر الواحد منها خمسة دنانير فيما تُباع عبوات المياه الكبيرة بين 200 إلى 300 دينار جزائري في سابقة هي الأولى من نوعها في الجزائر، وتحولت هذه الظاهرة إلى مصدر للسخرية والغضب على مواقع التواصل الاجتماعي.
وتشهد الجزائر أزمة جفاف منذ أكثر من 3 سنوات في ظل تساؤلات إن كان الأمر بسبب التغيرات المناخية التي يشهدها العالم أو لأسباب أخرى.
وأمام هذه الازمة الحكومة، وضعت الحكومة خطة طوارئ، عبر بناء محطات جديدة لتحلية مياه البحر وتأهيل أخرى معطّلة وحفر آبار ارتوازية.
وفي الجزائر العاصمة، لجأت السلطات إلى تزويد عدة مناطق بالماء مرة كل يومين، بسبب ما قالت إنه جفاف أو تراجع منسوب عدة سدود تزود العاصمة بالماء الصالح للشرب. ولم توقف هذه الحلول المستعجلة احتجاجات المواطنين في عدة ولايات.
حتى وكالة الأنباء الجزائرية الرسمية لم تستطع إخفاء خيبة أمل الجزائريين. فقد نقلت الوكالة عن "العديد من الجزائريين المقيمين في العاصمة امتعاضهم من كون الجدول الزمني (الخاص بتوزيع المياه) المعلن عنه، لم يتم احترامه، الأمر الذي أثر سلبا على حياتهم اليومية". وهذا ما يدل على أن الوضع في الجزائر أصبح متفجرا.
ولا يعاني المواطن الجزائري من شح الماء والعطش بل بات الحصول على أسطوانة الأوكسجين لإسعاف الحالات الحرجة، أمرا عسيرا للغاية، وسط تزايد عدد الإصابات بفيروس كورونا المستجد، و"ازدهار" التجارة الموازية في معدات التنفس الاصطناعي.
وكشف تقارير صحافية أن "سماسرة الأزمات" فرضوا قواعدهم في ظل الأزمة الصحية الحالية، ما زاد من معاناة المصابين وعائلاتهم.