إذا زعيم حزب "لامبة" السي بن كيران لا يقترف المعاصي،ولا يعصى الله، لأنه متنزه عن فعل كل ما يغضب الله، فهو لا يسب ولا يشتم ولا يشهد شهادة الزور، ولم يتسبب في كوارث اجتماعية بوسائل التضليل والنصب واستغلال الفرص لقتل روح العمل الصالح، لذلك فهو يعتبر نفسه قد خرج من دائرة شعب الفقراء، واصطف في محور الأغنياء الذين لا يعصون الله في المغرب، فهو زعيم المتعففين، المؤمن بالله، المتخشع، السوي، الصادق الأمين. وعليه ردد قولته الشهيرة " عفا الله عما سلف ". وحسب منطق الأمين العام لحزب العدالة والتنميةفسبب اغتناءه هو وصحبه، ووصولهم إلى سدة الحكم، واكتسابهم لأجور سمينة متعددة الروافد، والتعويضات الخيالية والتقاعد المريح، وتشغيل الأبناء في المناصب العليا، والاستشفاء في أرقى المستشفيات .... أنهم لا يعصون الله. أذكر زعيم " الباجدة " وأدعوه بأن يتأمل سعة رحمة الله، و كيف خاطب الرحمان عباده في قوله تعالى " قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ " ، وأتساءل معه " ألا يعتبر العمل الصالح لفائدة المجتمع، والاجتهاد في ابتكار أفكاره ومخططاته وأهدافه، لإسعاد الناس، وفك الطوق عنهم، وتيسير أمورهم، ودعمهم ومساندتهم والانتصار لمطالبهم إبراء لذمة المسؤول عن تدبير أمور الإنسان؟ ألا يعتبر كل من خالف ما سبق ذكره أكبر عاص لله ولخلقه ؟ لذلك سأقول لك بالفم المليان أنك أكبر عاص لله وأنت سبب الفقر سيدي، لأن الفقر حسب تعاريف المختصين هو ببساطة عدم القدرة لتحقيق الحد الأدنى من الاحتياجات الأساسية كالطعام والسكن والملبس والتعليم والصحة نتيجة مراكمة الثروة من طرف فئة قليلة مع اتساع دائرة الفقراء. وها هي أدلتي بالحجج والبراهين والتي أتمنى أن تجيب عن أسئلتها ليتبين لك حجم معاصيك. ـ من قطع رزق الدكاترة المعنيين بالتشغيل المباشر، ومن ألغى حكما قضائيا أمر بتفعيل مضمون محضر اتفاقهم مع الحكومة السابقة ؟ ـمن أجهز على مكتسبات فقراء الشعب المغربي بعد إعادة النظر في صندوق المقاصة ؟ ـ من كان يسب ويشتم ممثلي الأمة بقبة البرلمان بأسلوبه ولهجته الوقحة ( ديالي كبر من ديالك )، دون أن يستحضر قوله تعالى " لو كنت فضا غليظا لانفضوا من حولك "؟ ـ من جلد و كسر وهشم رؤوس الأطباء والدكاترة والاساتذة نساء ورجالا، وتطاول على حقوقهم المشروعة، وأغلق في وجوههم باب الأمل، وألزمهم بالتشغيل عن طريق العقدة ؟ ـ من أفشل مشروع بطاقة الرميد، وأجهز على حقوق الفقراء الاقتصادية والاجتماعية والصحية، ورفع الأسعار، وحرر سعر المحروقات؟ ـمن مرر مشروع التقاعد، ومن عطل المفاوضات وملفات الحوار الاجتماعي؟ ـ من عاكس قرارات أمير المؤمنين، ومن أجهض حلم الشعب في تحقيق مشاريعه التنموية في الشمال والجنوب والوسط والشرق والغرب، ومن أجج الحراك الاجتماعي ؟ ـ من تخلى عن مهامه ومسؤولياته الدستورية ولم يفعل ويتابع مشاريع الملك بالحسيمة ، ومن تسبب في الزلزال السياسي مؤخرا ؟ ـمن عمل على تفريخ جمعيات التسول والإحسان الملغوم وتيسير دعمها وتمويل أعمالها والنفخ في أرصدتها داخليا وخارجيا ؟ ـهل المعاصي هي السبب في مقتل 15 امرأة من منطقة الشياضمة، أم معاصيك السي بنكيران؟ إن " العولة " و " المونة " و " الطحين " مفردات لصيقة بالجفاف وقلة ذات اليد، ووصف حاد للتعبير عن الخصاص والحاجة، لأن المواطن المغربي في الهامش لا يبحث عن " البيتزا " و " البانيني " و فواكه البحر، والأسماك البيضاء الطرية التي تعيش في مياه بحاره العريضة والطويلة. ولا يتزاحم معك في الفنادق المصنفة من خمسة نجوم. ففي عز عام البون و القحط والجفاف و"بوكليب لكحل " فضل المواطن المغربي المتعفف والصبور النبش عن نبتة يرني، وطهي أطباق مختلفة الوصفات للمرد سليل جحافل الجراد، على أن يصطف في طوابير التسول، أمام سلطة وجبروت أحدية القياد. " كنا نستيقظ باكرا قبل أن تتسلل خيوط أشعة الشمس ، ونصطاد المرد ( الجراد من الحجم الصغير ) ونقوم بطهيه على نار هادئة فوق الفراح حتى يتحمر ويتجمر .. كم كان مذاقه لذيذا، مثل اللوز والكركاع " تقول إحدى نساء المغرب ( أمي سليمة ). لقد كان مخزون القمح والشعير في مطمورة الفلاح، سلاح ضد الجوع والقهر، وكان احتياط دقيق عجين الخبز كاف لستر الكرامة، وراء باب الأسر المغربية، ( جوعي في كرشي وعنايتي في راسي / خبزي تحت باطي ما ساق حد عياطي ). لذلك فلا يمكن للمواطن المغربي أن يمد يده لمن يتهمه بالمعاصي ، فهمتي ولالا السي بن كيران؟