المتوكل: حقائق الرياضة الوطنية برزت في الألعاب الإفريقية.. لا داعي للتهويل!

المتوكل: حقائق الرياضة الوطنية برزت في الألعاب الإفريقية.. لا داعي للتهويل! عبد الله المتوكل

قال عبد اللطيف المتوكل، رئيس الرابطة المغربية للصحافيين الرياضيين، إن ألعاب القوى الوطنية دخلت غمار الألعاب الأولمبية الصيفية طوكيو 2020، بداية من الجمعة 30 يوليوز 2021، على أمل أن تكسر إيقاع الخيبات التي رافقت باقي ممثلي الرياضة الوطنية في هذا الحدث الرياضي الدولي الضخم، بخروجهم تباعا من الدورة.

 

وأكد أنه حتى نكون منصفين وواقعيين، فالمشاركة المغربية في أولمبياد طوكيو، لم يكن معول عليها لتحقق بعض الإنجازات السارة، بحكم أن الوضعية الحقيقية للرياضة الوطنية، برزت بشكل واضح وجلي في دورة الألعاب الإفريقية التي نظمها المغرب صيف سنة 2019 (19 - 31 غشت)، وانتهت بحصيلة مخيبة جدا، حلت معها الرياضة المغربية في المرتبة الخامسة، من أصل 54 دولة مشاركة... مضيفا أن الالعاب الإفريقية التي شكلت أول تظاهرة رياضية ضخمة، ينظمها المغرب منذ دورة الألعاب العربية لسنة 1985، عرت واقع الهشاشة الذي تتخبط فيه الرياضة الوطنية، قانونيا وتنظيميا وتأطيريا وتنافسيا، قبل سنة على موعد أولمبياد طوكيو 2020.

 

وزاد قائلا "حتى حينما اضطرت اللجنة الأولمبية الدولية بتنسيق مع اللجنة اليابانية المنظمة، إلى تأجيل الألعاب لمدة عام، بسبب جائحة كورونا، فلم يكن من الممكن أن تشكل تلك المدة فرصة لتصحيح ما يمكن تصحيحه، أو لتدارك مسافة معينة من الزمن الضائع، لأن عملية إعداد وصناعة بطل أولمبي، لا تتم بين عشية وضحاها، وإنما تتطلب ما بين أربع وثماني سنوات، من العمل الجاد والمتواصل...".

 

واعتبر المتحدث ذاته أن تداعيات جائحة كورونا، أثرت سلبا على تحضيرات الرياضيين المغاربة، المتأهلين إلى الألعاب الأولمبية الصيفية في دورتها الثلاثين (30)، وبعثرت أوراقهم، ومما زاد الأمور تعقيدا، حسب قوله، هو إجراء الدورة في ظروف تنظيمية استثنائية، من خلال اعتماد بروتوكول صحي صارم، بهدف السيطرة على وباء كورونا المتحور، وهذا العامل له بكل تأكيد تأثيراته السلبية على الرياضيين، من النواحي النفسية والذهنية... مضيفا أنه من الضروري أن نعترف من أنه ليس بالإمكان أكثر مما كان، بالنظر إلى الإرث الثقيل للرياضة الوطنية، جراء سنوات طوال من التجارب والتوجهات المفلسة.

 

وقال المتوكل "في الدورات الأولمبية السابقة، وخاصة من دورة لندن 2012 إلى دورة ريو دي جانيرو 2016، كانت الحصيلة كارثية، وحينما نقف اليوم على حجم التهويل والتضخيم المرافق للخروج الجماعي للعديد من الرياضيين المغاربة من منافسات أولمبياد طوكيو 2020، في الوقت الذي لم تنته فيه المشاركة المغربية، نتساءل عن طبيعة الدوافع والخلفيات والمقاصد، المحركة لهذا التهويل، علما أن نوعين رياضيين فقط هما اللذان ظلا على مر الأزمنة الأولمبية، يمنحان المغرب شرف الصعود إلى البوديوم، ونعني بهما ألعاب القوى بالدرجة الأولى، والملاكمة بالدرجة الثانية... هناك من يستغل الفرصة من أجل "جلد" من نجحوا في التأهل والمشاركة في أكبر وأضخم حدث رياضي كوني، وممارسة لعبة الانتقائية والتحامل في تنفيذ عملية "الجلد"، مع أن الواجب يفرض عدم التحامل على الرياضيين، ولا تبخيس جهودهم، لأنهم سجلوا حضورهم، ومنهم من احتل مراكز دولية مشرفة في الترتيب العام. لا ينبغي أن نكون قاسين في التعامل مع رياضيين كان يحذوهم الأمل في تقديم هدية مشرفة ومفرحة لبلدهم، بل يقتضي الواجب أن نطالبهم باستخلاص الدروس والعبر، والنظر بتفاؤل إلى المستقبل. والتوجه إلى مختلف مكونات الحركة الرياضية الوطنية، لحثها على ممارسة النقد الذاتي ومراجعة أوراقها، وتغيير مناهج العمل، من أجل الانكباب بشكل مستعجل على تصحيح مكامن الخلل والقصور، خاصة أن الدورة الأولمبية الصيفية المقبلة، باريس 2024، باتت قريبة جدا، وتحتاج إلى مقاربة واقعية وفعالة، ونفس جديد، حتى يكون الحضور المغربي مشرفا ومبهجا...

 

وأكد المتوكل أنه عوض المبالغة في انتقاد ومهاجمة من حضروا في أولمبياد طوكيو 2020، وجهوا، والكلام للزميل المتوكل، خطاب العتاب والمؤاخذة إلى من تخلفوا عن الحضور، واطرحوا الأسئلة الوجيهة حول أسباب عجزهم عن اللحاق بركب المتأهلين... صحيح أنه لا يجب النظر إلى النصف الفارغ من الكأس، ولكن من الضروري أن نمتلك شجاعة الاعتراف بوجود اختلالات عمرت ردحا من الزمن، ويتعين العمل على إصلاحها انطلاقا من الجذور، لتكون عملية الإصلاح مجدية وذات آثار إيجابية، وفق مخطط متكامل وطموح يستند للعمل الميداني، وليس للغة التنظير!!