خطاب الملك محمد السادس بمناسبة عيد العرش المجيد لسنة 2021 يحمل في طياته الحب و الود الذي يجمع الملك مع شعبه ويؤكد للعالم الروابط الروحية و الاصيلة و التلاحم الصلب والقوي الذي يحعل من الملك و شعبه لحمة واحدة تجهض كل العواصف.
فعاصفة كورونا و رغم انها عصفت باقوى الدول لم تتمكن بالعصف بالمملكة المغربية رغم قلة المعدات و الوسائل و لكن ملكا و شعبا تمكنت بمواجهتها بالحكمة و السبق و التبصر في اتخاد القرارات وحماية السيادة الصحية كما قال صاحب الجلالة الذي يمكن ان نعتبره اليوم مصطلحا جديدا في غاية الاهمية و الوزن يدخل قاموس السياسات العمومية.
من جهة اخرى خطاب الملك بمناسبة عيد العرش جاء ليؤكد لنا و لباقي المهتمين على ان المسار الاقتصادي للمغرب وتقدمه يسير في الطريق الصحيح رغم الظروف التي تعيشها سياسات دول العالم و الدول المجاورة و المنطقة بصفة عامة.
وفي ذلك السياق يرسل و كما عادته رسالة قوية للشعب الجزائري الشقيق و بالاخص لرئيس الجمهرية الجزائرية يتضمن نصها كلمات ذات معنى مهم و بعد سياسي و اقتصادي و اجتماعي محض.
مرة اخرى كسائر سابقاتها ملك المغرب العظيم يعطي درسا لجارته الجزائر ويناديها لاستعادة رشدها: درسا في حسن الجوار و في تجاوز الخلافات و في حب السلم والسلام و حب الخير للشعوب. و اكد في خطابه ان غلق الحدود بين الجارتين قرار يضر الشعبين و مغالطات بعض وسائل الاعلام لا اساس لها من الصحة. و عليه فالجلوس على الطاولة في القريب العاجل من اجل النهوض بمصالح البلدين هو الخطوة الاساسية من اجل مواجهة التحديات و الصعوبات السير قدما بهما.
ملك المغرب يؤكد للجزائر ان المغرب دولة صديقة و شقيقة و وصفها بالثوأم بحيث كل ما يؤلم الجزائر يؤلم المغرب و ان الثؤثر و الصراعات لا تخدم البلدين و ان خلافات الماضي لا تخدم تحظيات الحاضر الحاضر و ان مسؤولية الحاضر تنزل على مسؤولي اليوم و ليس على مسؤولي الماضي.
ومن هنا اقول ان عظمة الملوك تكمن في حنكتهم و تبصرهم في نهج السياسات و الحسم في القرارات و التواضع في تبسيط الخلافات و حل النزاعات و التفاني في خدمة الشعب و السهر على حماية السيادة الصحية لشعبه و محمد السادس ملك المغرب اثبت للعالم ذلك.
و من هناك فليتنافس المتنافسون
حفظكم الله يا مفخرة وطني
هلال تاركو الحليمي
محامي و رئيس جمعية المحامين المغاربة و من اصل مغربي الممارسين بالخارج
و رئيس جمعية المحامين من اصل مغربي الممارسين باسبانيا