منار السليمي: أنا أدافع عن الدولة ولست ناطقا باسم الداخلية وحضوري في القنوات زعزع الفاشلين

منار السليمي: أنا أدافع عن الدولة ولست ناطقا باسم الداخلية وحضوري في القنوات زعزع الفاشلين

اعتبر الأستاذ الجامعي والمحلل السياسي، منار السليمي، أن حضوره الدائم في بعض القنوات هو مثل باقي المحللين، خاصة وأن حضوره في البرنامج الأخير بمناسبة إطلاق قمر صناعي مغربي، الذي أثار انتقادات كثيرة من لدن رواد المواقع الاجتماعية، لم يدخل في تحليل معادلات فيزيائية أو رياضية أو فلكية حول صناعة الصواريخ وطريقة إطلاقها وتحليل سرعتها، لأن هذا ليس مجال تخصصي. مشيرا إلى أن اختصاصه ينتمي للعلوم السياسية، وهو "ما يجعلني أشارك في مواضيع مثل: القضايا المرتبطة بالحياة السياسية والدستورية المغربية، والقضايا الأمنية، وملف الإرهاب، وملف الصحراء، والعلاقات الدولية السياسية المغربية".. وشدد على أنه يدافع عن الدولة المغربية وليس ناطقا باسم وزارة الداخلية، كما يشاع عنه..

+ أصبحت في مرمى انتقادات العديد من رواد التواصل الاجتماعي، بدعوى أنك دائم الحضور في وسائل الإعلام الرسمية وتتحدث في كل المجالات، آخرها الصاروخ المغربي.. هل هو أمر طبيعي؟

- دعني أنطلق معك بخصوص البرنامج الخاص الأخير، الذي حضرته بمناسبة إطلاق قمر صناعي مغربي، لأوضح طبيعة الهدف من حضوري.. الكثيرون باشروا الانتقادات بطريقة غريبة بدون متابعة البرنامج ومضمون ما قلته في هذا البرنامج.. المنار اسليمي حضر البرنامج ولم يدخل في تحليل معادلات فيزيائية أو رياضية أو فلكية حول صناعة الصواريخ وطريقة إطلاقها وتحليل سرعتها، لأن هذا ليس مجال تخصصي، وإنما من تابع البرنامج سيلاحظ أن دوري كان في حدود تفسير الطريقة التي ستوظف بها المعلومات والصور التي سيوفرها هذا القمر الصناعي، وكيف سيستعملها صانع القرار في المغرب سواء في حماية الحدود وفي القضايا الأمنية وفي القطاعات الاستراتيجية للسياسات العمومية، مثل السياسة السكنية والسياسة الفلاحية. وأعتقد أن هذا اختصاص أستاذ العلوم السياسية، وليس اختصاص أستاذ علم الفلك أو الفيزياء. لكن أوضح أن الفكرة التي يبدو أنها حركت الكثيرين هي ربطي لهذا الإنجاز بكونه يُحول المغرب إلى قوة إقليمية، وهذه حقيقة موضوعية تشير لها العديد من التقارير الدولية، ولكن الكثيرين لا يعجبهم هذا الوصف ويعتبرونه "تطبيلا وتزميرا".

وأوضح بخصوص حضوري في القنوات، لدي تعاقد مع قناة ميدي 1 تيفي، مثل باقي المحللين.. كما أن هناك طلب كبير لحضوري في قنوات دولية، لأنهم يعرفون جيدا أن لدي مواقف، ودائما أقدم في تصريحات معطيات جديدة تحرك النقاش داخل الرأي العام، إضافة إلى حواراتي القوية مع الجزائريين وقيادات البوليساريو.. لكن على المنتقدين الانتباه أنه لو وجدت القنوات الدولية بديلا لما استدعتني، فكثيرا ما أعتذر عن الحضور، بينما يعمد العديد من المنتقدين إلى الاتفاق مع القنوات على الحضور، ثم يغلقون هواتفهم بدون اعتذار. فالسؤال يجب أن يطرح على الهاربين من الإعلام، وليس الحاضرين في كل نقاشاته، مع ملاحظة أنني لا أحضر كثيرا في القناة الرسمية الأولى، ولدي غياب منذ سنوات عن القناة الثانية.. والمطلوب من المنتقدين أن يقارنوا بين أرقام عدد المشاهدة في اللقاءات التي أحضرها، مع لقاءات أخرى، ويجيبوا عن سبب ارتفاع معدلات المشاركة أثناء حضوري وسبب متابعة ما أقوله في النقاشات.

+ بالمقابل هناك العديد من الأساتذة المحللين يظهرون على القنوات الإعلامية ولا ينالهم هذا الكم من الانتقادات.. لماذا في نظرك؟

- توجد إحدى الفرضيتين هنا: إما أن كل المحللين الذين يظهرون في الإعلام جيدون، وحضوري أنا سلبي، وهذا ليس صحيحا ولا يمكن أن يكون صحيحا، وإما أن مواقفي هي التي تثير الانتباه.. بمعنى أن لدي رأي ومواقف هي سبب هذه المتابعة المثيرة للجدل.. وأعتقد أن هذه الفرضية الثانية صحيحة.

فالسبب مرتبط بمواقف ينتبه إليها الراي العام، وتحركه بين مؤيد ومعارض لها. ودعني هنا أنقل لك ارتسامات الشارع، فيوميا ألتقي بالعديد من الناس يعبرون لي عن شيء واحد أعتز به، وهو القدرة على تبسيط الأشياء ونقلها لهم ولهن، سواء في الملفات الوطنية أو الدولية، دون أن أنسى الإشادات من طرف الجميع في المواجهات التلفزية دفاعا عن القضايا الوطنية.. وأدعوك هنا للعودة إلى الفيديوهات بخصوص البرنامج الخاص الأخير الذي شاركت فيه بخصوص مناقشة الانتقادات التي وجهها وزير الخارجية الجزائري للمغرب.

+ هل من الطبيعي أن نجد محللين يفهمون في كل المجالات، أم أن هناك تخصصات علمية لا ينبغي الجمع بينها؟

- سأوضح هنا المواضيع التي أشارك في النقاشات حولها أو أقوم بالكتابة فيها، وهي قضايا وطنية ودولية، لأنني أنطلق من مقاربة لا ينتبه لها الكثيرون في العلوم السياسية، وهي أن من لا يستطيع تحليل الوضع الدولي لا يمكنه تحليل الوضع الوطني، والعكس صحيح.. فالتخصص في العلوم السياسية ليس معناه الوقوف عند دراسة الأحزاب والبرلمان والحكومة، وإنما دراسة وتشخيص الوضع الدولي، لأن ما يحدث اليوم في خارطة العالم من تحولات يؤثر على المغرب.. وهذا النوع من التحليل تعلمته وأنا في مركز للدراسات الاستراتيجية الذي لم تتح للكثيرين هذا النوع من الاحتكاك العلمي في التحليل الذي يجعلك تشتغل على السياسي الداخلي والسياسي الدولي.. لذلك فاختصاصي ينتمي للعلوم السياسية، وهو ما يجعلني أشارك في مواضيع مثل: القضايا المرتبطة بالحياة السياسية والدستورية المغربية، والقضايا الأمنية، وملف الإرهاب، وملف الصحراء، والعلاقات الدولية السياسية المغربية... وهي قضايا تنتمي لحقل تخصصي. وأعود وأشدد على قاعدة أن الفهم الدولي يساعد على الفهم الوطني.. فمشكل على الحدود الأوكرانية الروسية من شأنه أن يؤثر في المغرب.. وستلاحظ معي كيف يؤثر المشكل في الخليج على بعض الأحزاب السياسية المغربية.

+ البعض يعتبر اسم المنار اسليمي موصى به من قبل الأجهزة الرسمية، وتحديدا وزارة الداخلية، باعتبارك ناطق رسمي لهذه الأجهزة، خصوصا في الخطاب نحو الخارج؟ 

- إذا ذهبت معك في هذه الفرضية وكانت صحيحة، فمعنى هذا أنني أدافع عن أجهزة بلادي، وليس أجهزة دولة أخرى. ومن الواضح جيدا أنني أدافع عن دولتي في الحوارات مع الجزائريين أو البوليساريو بشكل جيد. لكن أوضح لك أنه من العيب أن يوصف أي محلل أنه يملى عليه ما يقول.. وهل يمكن تصور محلل يشارك في نقاش على قناة دولية لمدة ساعة أنه يُملي عليه ما يقول؟ ودعني أوضح لك أن وزارة الداخلية لها جهات ناطقة باسمها، ولم يسبق لي نهائيا اللقاء بالمكلفين بالتواصل فيها.

الكثيرون لم ينتبهوا أن دفاعي يكون على الدولة التي نعيش فيها جميعا، وليس الحكومة.. يجب التمييز بين الدولة والحكومة. فدفاعي عن الدولة وثوابت الدولة أمر عادي. فأنا من أشد المنتقدين للعمل الحكومي ومن أكبر المدافعين عن الدولة. هذا ما يجب الانتباه اليه. والانتقاد يجب أن يذهب لمن يحمل أجندة خارجية ضد الدولة، وليس من يدافع عن قضاياها القومية. إنني جد مقتنع بما أقوم به، ولا توجد جهة تملي علي ما أقوله. وقضية الأجهزة، أعتقد أنها متخيل لدى البعض.. ففي نهاية المطاف أنا أستاذ جامعي يقوم بدوره. فهناك من يريد من الأستاذ الجامعي أن يلقي المحاضرات في المدرجات ويدخل بيته في السابعة مساء لينام باكرا.. لا يريدونه المشاركة في توجيه وصناعة الرأي العام، ويريدونه أن لا تكون له مواقف في ما يجري أمامه. فدور الجامعي في المدرج تلقين المعارف، ودوره في فضاءات التواصل المشاركة برأي في القضايا العمومية.

ولا أخفي عليك سرا إذا قلت لك أنني سعيد بهذه الانتقادات، لأنها تؤشر على حضوري وعلى أن لي رأي ومواقف أشارك بها. فحضوري في المواقع الإعلامية بات أكثر من عبد الإله بنكيران، رغم أنني لست سياسيا ولا زعيم حزب سياسي.. وكنت شديد الإعجاب بالصورة التي وضعها لي أحد المواقع وكأنني "شيفور للصاروخ" إلى درجة أنني وضعتها على صفحتي في الفايسبوك.. وأنهي بالقول أنني أعتبر كل الانتقادات علامة على وجود شخص ما، ووجود دور له.