السخرية، لأن البادي من مشاهد تلك "المسرحية الهزلية" كون ما حدث في فصولها سبق الإتفاق عليه كي "ما يبقى فحتى واحد الحال"، وتم التعاقب المضحك دون أي تعب كما لو أن الحاضرون إزاء قبعة ساحر كلما اعتُقد فراغها لفظت المزيد. أما الصدمة، فبفعل أن إتيان نظير هذا السلوك "النشاز" من أناس يفترض في شخصوهم الإتزان والمثل المقتدى للبروتوكول الموضوعي. لكن، مرة أخرى وللأسف الشديد، يظهر مدى الفقر الذي مازال يعانيه بعض مسؤولينا في تقدير الذي يجب فعله وما لا يجب. وكيف يظل حب الظهور يعشش داخل مخيالهم. مع أن هذا ما يأتي من قبيل ما نهى عنه الملك في العديد من خطبه التوجيهية، لما كرر وأعاد إلى أن بح صوته كون خدمة الصالح العام هي الغاية التي يتحتم الإنكباب عليها من تقلد المناصب، وليس الجري وراء الميولات الذاتية أيا كانت طبيعتها.