وهي الصورة التي تداولها الفايسبوكيون مع الكثير من الإستنكار، والتعاليق المدينة للمسؤولين بالمنطقة. على أساس أن ترك نظير ذلك المشهد يعد تقصيرا في كل الأحوال، والأفظع حين يتعلق برمز ترجمت كتبه للكثير من اللغات، وطرح خلال مسار حياته شتى الرؤى النقدية والسجالات الإيديولوجية التي أغنت المكتبة العربية. وبينما كان الجابري مجدا في خلخلة مختلف التيارات الفكرية على مستوى قضايا الشريعة والديمقراطية والتطرف والتنمية، يجازى اليوم من مسؤولي بلده بخلخلة اسمه من غير أي اعتبار لتاريخه السياسي والفلسفي. مع العلم أنه كان يفضل الإبتعاد عن الأضواء إلى الإشتغال في السر دون بهرجة أو حبا للظهور. مما يزيد من عمق كارثية الصورة المرفقة، والتي حتما لو تقدم بالراحل العمر إلى حين رؤيتها لغرق أكثر في الميول إلى التخفي بدل التشهير بتلك الطريقة. وبرغم أن ردود الفعل التي تعاقبت على نشر الصورة اختلفت في عباراتها الساخطة، وتلونت صيغ عتابها الصارم، إلا أنها توحدت حول القلق الشديد للعقلية التي يتعامل بها مدبرو الشأن المحلي مع شخصيات البلد الوازنة، أو كما قال أحد الغاضبين: "هؤلاء، إما لا يدرون أين تقع الزنقة، أو يجهلون من هو محمد عابد الجابري".