سلا: ولادة "المرصد الإقليمي للوقاية ومناهضة العنف بالوسط المدرسي"، وهذه هي المهام المنوطة به..
بهدف وصول إلى رصد وتتبع مختلف تجليات حالات العنف بالوسط المدرسي في المؤسسات التعليمية التابعة لإدارة "المديرية الإقليمية لوزارة التربية الوطنية والتكوين المهني" بسلا، أعطى عبد الرحمان بليزيد، المدير الإقليمي، يوم الخميس 26 أكتوبر 2017، بمقر المديرية انطلاقة إرساء مشروع "المرصد الإقليمي للوقاية ومناهضة العنف بالوسط المدرسي" بالمدينة..
لقاء إعلان ولادة المرصد، الذي حضره ممثلون عن قطاعات وزارية، مجالس منتخبة، إدارة الأمن، التعاون الوطني، وأعضاء في جمعيات بالمجتمع المدني إلى جانب فاعلين تربويين من مفتشين، أساتذة، أطرفي التوجيه التربوي، ممثلين عن تلاميذ ورؤساء مصالح بالمديرية الإقليمية، انطلق بكلمة توجيهية من المدير الإقليمي تحدث فيها عن الرهان الأساسي من المشروع المتمثل في "الوقاية والحد من أشكال العنف بداخل المؤسسات التعليمية ومحيطها"، وذلك عبر بلورة "رؤية مندمجة تشاركية"، بانخراط وتدخل مختلف الفرقاء في العملية. وأشار المسؤول الإقليمي في السياق نفسه إلى "وضع مدينة مثل سلا بكثافة سكانية كبيرة وآلاف من أعداد المتمدرسين في مؤسسات تعليمية بعضها يوجد وسط أحياء تعرف منسوبا ملحوظ في إنتاج حالات عنف، وهي مؤشرات أولية في ارتباط بمحيط خارجي للمدرسة"، يقول بليزيد، هذا موازاة مع ما يتفاعل في فضاء داخلي يتأثر كثيرا بمدى متانة أو هشاشة الروابط التربوية بين الفاعلين فيه، ومدى ضمور أو إشعاع حياة مدرسية بداخله، منوها في عرض كلمته بالدور الهام الذي تلعبه الأنشطة التربوية الموازية والألعاب الرياضية والترفيه في امتصاص شحنات الاندفاع وتخفيف من درجات النزوح نحو عدد من أشكال العنف. ودعا بليزيد في ختام كلمته إلى تضافر جهود مختلف الفاعلين "من أجل تحويل المؤسسات التعليمية إلى فضاءات تربوية حقيقية لإنتاج سلوك حضاري مواطن يعتز بالانتماء لبلده"..
من جانبه أوضح عبد الله الصغير، رئيس مصلحة الشؤون التربوية بالمديرية، من خلال عرض إطار لهاته المبادرة الهامة تناول فيه تعاريف تتعلق بتعريف "حقوق الطفل"، "حماية الطفولة" و"الإساءة للأطفال" (الجسدية، النفسية والجنسية).. مستعرضا إلى ذلك بعض أنواع العنف، التي يكون مسرحها أحيانا فضاءات مدرسية، كما بسط المسؤول التربوي بالمناسبة هيكلة "المرصد الإقليمي للوقاية ومناهضة العنف بالوسط المدرسي"، الذي يشتغل تحت الإشراف المباشر للمديرية الإقليمية من خلال "هيئة تدبير وتتبع ومواكبة" و"مجلس تنسيق" إلى جانب "لجنة استشارية"، وتتحدد مهام المرصد في الآتي كما ورد في عرض المتدخل:اعتماد مقاربة تشاركية مع كافة القطاعات الحكومية المعنية وجمعيات وفعاليات المجتمع المدني لوضع استراتيجية موحدة للعمل، وضع قاعدة معطيات حول ظاهرة العنف بالوسط المدرسي، المساهمة في إنجاز دراسات حول العنف بالوسط المدرسي على صعيد الإقليم، نشر تقارير دورية لحصيلة العنف بالوسط المدرسي، تقديم اقتراحات عملية قابلة للتطبيق استنادا إلى نتائج البحوث التدخلية، اعتماد مقاربة منفتحة تستحضر كل الأبعاد البيداغوجية، السيكولوجية والاجتماعية، الصحية والأمنية، القانونية والحقوقية للمناهضة العنف بالوسط المدرسي وتقييم الإجراءات والتدابير المتخذة في هذا الباب على الصعيد الإقليمي...