يعتبر صالون الفرس،الذي ينظم كل سنة للظفر بجائزة محمد السادس في شق فن التبوريدة بعاصمة دكالة مدينة الجديدة، تتويجا حقيقيا لأجود وأحسن سربات الخيل بالمغرب، بعد المنافسة بدار السلام على جائزة الحسن الثاني للفروسية التقليدية.، "أنفاس بريس" تابعت هذا الحدث التراثي المتميز الذي بدأ يعرف تطورا ملحوظا بالنسبة للسنوات الفارطة، وتعززت مكانة تراث فن ركوب الخيل والبارود لدى المواطن المغربي الشغوف باستحضار كل ما يرتبط بثقافته وتراثه الشعبي. في هذا السياق التقينا بالعلام مقدم سربة جهة الدار البيضاء سطات محمد عاد التي حظيت بشرف تبوؤ المرتبة الثالثة بين 15 سربة ممثلة لكل جهات المملكة، فضلا عن لقائها بأحد فرسانه المتميزين أمين القاري .
- محمد عاد، مقدم عاشق العاديات الدهماء:
"خيول عاد كحلين غريين/ في المحرك جاو مساويين"، هكذا التقى الوصف الشعبي للخيول الدهماء التي عشقها لمقدم السي محمد عاد ابن قبيلة الشاوية، واستطاع بإصراره أن يعمل على تطبيق شروط فرض الذات داخل محرك سنابك الخيل والبارود بمنطق السهل الممتنع، حيث تشرب من شيوخ فن التبوريدة قيم أخلاق ركوب الخيل "طلوع العز ونزول الطاعة"، كما يقول أحد المهتمين بمجال الفروسية التقليدية، واهتم لمقدم عاد بسلم تنقيط هذه الرياضة التي تستمد قوة حضورها في المتخيل الشعبي من "حركات زمان"، ومن قصص الأولين، وفطن لقياساتها في الزمان والمكان بشهادة فطاحلة "لغة البارود" التي تتنفس عطر الأجداد من داخل صندوق مستلزماتها ووسائلها التي تليق بلحظة الانتشاء والألق. (لباس تقليدي، مكاحل، سيوف، دلائل الخير، سروج وجداول حريرية تليق بالخيول الدهماء التي عشقها حد الثمالة).
ـ الثقة في النفس عززها تواصل السي محمد عاد:
فاز محمد عاد بالرتبة الثالثة، بعد جهد جهيد، في محاولة منه لترسيخ عامل الثقة في نفوس مكونات كتيبة فرسانه الشباب "بعد عروض اليوم الأول من المنافسات، قمنا باستمزاج رأي بعض لمقاديم المشهود لهم بالحضور القوي وسط محرك التبوريدة، وتأكد لنا أنه لا يمكن الظفر بلقب هذه السنة، والتتويج فوق منصة الفرح"، يقول الفارس الشاب أمين القاري ابن لمقدم لحسن القاري. مستحضرا ما سمعه من تقييم وتعاليق في اليوم الأول من المباراة من مختلف الفرسان والمهتمين وحتى الجمهور. "لكن شاء القدر أن تجتمع شروط اقتحام الصفوف الأولى برزانة وتبات وثقة في النفس"، يضيف القاري أمين "خصوصا وأن شرط جودة اللباس والسروج والخيول، واللوحة الفنية المتناغمة (الطابلو) مع الحركات وطريقة الركوب، فتحت لنا باب الأمل في إنهاء المنافسة بالطلقات الموقفة.. وجاب الله التيسير".
ـ الجمهور كان "حكما" حاسما في منافسات جائزة محمد السادس لموسم2017/ 2018:
الأجواء عامة كانت جد ممتازة، "البنية الاستقبالية حققت تفاعلا إيجابيا لكل السربات وخيولها، على مستوى الضيافة والاستقرار وكل ما يرتبط بفضاء التبوريدة، كل شيء متوفر وهناك أهمية كبيرة بالفرسان والخيول، نعم ساد ارتياح كبير بين كل مكونات المتنافسين على جائزة محمد السادس، ولاحظنا هذه السنة أن الخيول المشاركة ضمن مجموعات السربات كانت ذات جودة عالية لا من حيث السلالة والنسل (البربرية العربية) أو من حيث تقديم العروض، التي استقطبت جمهورا غفيرا، حيث أن الجمهور لعب دورا تحكيميا على مستوى "لغة البارود".
ـ العلام حدو أكعموش مدرسة متفردة في تقديم عروض التبوريدة:
يقول الفارس أمين القاري مجيبا عن سؤال "أنفاس بريس" أنه كان يتمنى "أن يتم تكريم أحد أعمدة فن التبوريدة بصالون الفرس لهذا الموسم، وتجديد مشاركته لتقديم عروضه الفرجوية الجميلة بخيوله الكمرية البيضاء". لمقدم السي حدو أكعموش، على اعتبار، يضيف أمين "أن حضوره كان سيضفي جمالية على فضاء التبوريدة، كرجل مسن رفقة كتيبته الرائعة التي تعكس طريقة خاصة في فن التبوريدة بمجال الأطلس المتوسط، ومحافظته على طقوس وجمالية الصيحة والتدريجة ورقص الخيول". وعبر الفارس أمين القاري عن مشاعره وهو يتوج رفقة كتيبة فرسان العلام محمد عاد قائلا "إحساسي أنني حققت حلما يحلم به كل فارس ضمن سربته، خصوصا أن الاستعدادات لهذه المحطة كلفتنا الشيء الكثير من الوقت لبلوغ هذه النتيجة، مجهوداتنا برئاسة العلام السي محمد عاد لم تذهب سدى، وحققنا الهدف، وأدخلنا الفرحة على قلوب جمهورنا الرائع الذي حج لمتابعة عروضنا بصالون الفرج. أعيش لحظة ألق وفرح لن أنساها ما حييت والفضل كل الفضل لعلامنا المتخلق والصبور".
جدير بالذكر أن منافسات جائزة محمد السادس بصالون الفرس، قد بوأت المرتبة الأولى للعلام عبد عزيز الفاتحي ممثل جهة بني ملال خنيفرة، وعادت المرتبة الثانية للمقدم العربي بن خدة الذي ينتمي كذلك لجهة بني ملال خنيفرة، أما المرتبة الثالثة فقد ظفر بها بها لمقدم محمد عاد ممثل جهة الدار البيضاء سطات.