اليوم حتى صحافة الأجانب ، تلك التي كان يجد عندها بعض " المخالطين " مبررات الكذب علينا ومسوغات ايهامنا تقول : لقد أدهشنا هذا البلد ، لقد أبهرنا ملكه وشعبه ...عندما نقول هذا الكلام الذي نردده في اليوم الواحد عشرات المرات _ قبل وأثناء وبعد كورونا _ نقوله لأننا نؤمن به . هو قرارة تفكيرنا ... هو عمق ايماننا .... هو المغرب الذي يسري في العروق مسرى الدماء .
يترك المغرب للآخرين الكلام ويفضل الفعل .
يترك المغرب للآخرين الخطب والشعارات ، ويمر الى صلب الموضوع ، ويقدم لشعبه ولكل من يحبون شعبه ولكل من لا يحبون شعبه أيضا الدروس تلو الدروس ...
شعور الفخر والاعتزاز ، يوم الاثنين الماضي ، كان عاما وشاملا بين كل من يحملون المملكة المغربية في قلوبهم ، وملك البلاد يشرف بشكل شخصي على اطلاق عملية تصنيع بلادنا للقاحات ضد كوفيد وضد أمراض أخرى .
الكلمات هنا تتوقف ، لكي تفسح المجال لشعور هو مزيج من فخر واعتزاز وانبهار بقدرة هذا البلد الجنوبي على التفوق على نفسه دوما وأبدا .
الكثيرون يستكثرون علينا هذا الاعتزاز بالذات وهاته الثقة بالنفس التي تسمح لنا بأن نفعل ما نريد وقتما نريد .
في مقدمة هؤلاء الكثيرين هناك جيران لنا في الشرق حباهم الله بمال وفير وبطاقات طبيعية أوفر لكن لم يعرفوا يوما كيف يستعملونها لخدمة شعبهم .
من ضمن الكثيرين أيضا أناس بعيدون عنا يعتبرون أنه لا يحق لهذا البلد " الجنوبي والصغير والفقير" أن يعتبر نفسه قوة إقليمية صاعدة وأن يعتمد على ذكائه لتعويض نقص المقدرات المالية لكي يصنع لنفسه مكانا تحت شمس التقدم العالمي كله .
لكن ضمن هؤلاء الكثيرين أيضا أناس منا يعرفون معاني النبوغ المغربي ، ويعرفون أن الكائن المولود في هاته الأرض حين يريد شيئا يصله ، وأن ملك البلاد هو رمز لهذا النبوغ ، وأن جلالته عندما يقرر الوصول الى شيء ما فإن الوصول هو الحل الوحيد في المسار كله .
أول أمس الاثنين شعر المغاربة كلهم ان افضل ما قد يحدث في يوم الخامس من يوليوز هذا هو أن نوجه الرسالة إلى كل من يهمه الأمر أن الحكاية المغربية ابتدأت بالكاد وأنها لن تنتهي ، عكس حكايات أعداء هذا الوطن الذين يتلقون يوميا الصفعات تلو الصفعات ، والذين يتأكدون يوما بعد الاخر أن من يعادي هذا البلد سيكون مصيره هو الشعور بخيبة الأمل اليوم وغدا وفي باقي الأيام . أننا أمام ملك يرفض الخضوع للأمر الواقع ، ولا يقبل سوى بالمجابهة والمواجهة للتحديات ذات الطابع الاستراتيجي سواء في المجال الاقتصادي والاجتماعي والأمني والدبلوماسي مع مواكبة مستمرة لمتطلبات ما يستجد من أحداث ومخاطر يومية تحيط ببلدنا ، الأمر الذي جعل المواطن يجد في الملك طيلة الوباء ملاذا يلجأ إليه حينما تقفل أيوب السياسات العمومية والقطاعية ويدخل البرلمان في حالة من نكران للواقع وتعجز المؤسسات الوسيطة عن خلق بدائل .
هذه اللحظة العصيبة التي يمر منها المغرب في مواجهة فيروس لا يرحم ستبقى ذكرى للتاريخ ، ولحظة مفصلية في ذاكرة المغاربة ، تذكرهم كيف فضل الملك محمد السادس حماية صحة المغاربة ضدا على كل التوازنات الاقتصادية والحسابات المالية الضيقة ، وكيف حول أزمة صحية الى فرصة للتنمية والتضامن وإثبات المغرب لذاته أمام العالم ، وكيف نال الملك احترام وتقدير رؤساء دول كبرى ومنظمات عالمية ، حينما جعل المغرب بلدا نموذجا يحتذى به في مواجهة فيروس كورونا . فالمعطيات الرقمية التي لا تجامل أحدا تقول ان المغرب الاول افريقيا في كل شيء أحب من أحب وكره من كره .