يعدّ الكتاب الذي جاء في 208 صفحة، دراسة نقدية ثرية لتجربة المؤرخ المغربي إبراهيم القادري بوتشيش التي استمرت طيلة أربعة عقود، وانفتاحا على مشروعه التجديدي من خلال كتبه وأبحاثه التي تمّ تأطيرها نظريا في سياق الكتابات التجديدية المتماهية مع مدرسة الحوليات الفرنسية.
ويكشف المؤلف في مقدمة الكتاب الأهداف التي حدت به إلى تأليف هذا الكتاب بالقول: (( إنّ غايتنا تنحَصر في اقتفاء مَعالِم واحدة من أهمّ تجارب الكتابة الجديدة في الجامعات العربيّة. نقصد تجربة الأكاديميّ والمؤرّخ المغربيّ الدكتور إبراهيم القادري بوتشيش. وإذْ نَسْتدعيها لدائرة الدرس، فلأنّنا نعتبرها جديرةً بأنْ تَكُونَ لا فقط مُمَثِّلةً لهذا الاتّجاه، وإنّما أيضا باعتبارها مِنوالا مُكتمِلا يستجمع الشروط الإشكاليّة والمنهجيّة والمعرفيّة للاقتداء به أو الإفادة منه في الحدّ الأدنى. ونميلُ إلى أنّ نصيبا من تَميُّزِ هذا المنوال مِنْ غيره كامنٌ في اجتراحه فكرة العدالة غَرَضا مِنْ أغراض الكتابة التاريخيّة الجديدة. ومِنْ هذه الزاوية تحديدا ستتزّلُ مسألة القيمة في مَباحث الدكتور إبراهيم القادري بوتشيش مَقاما مرموقا في عَملنا)).