زاكورة: مواجهات عنيفة بين قوات الأمن والمطالبين بالماء الشروب، واعتقالات بالجملة

زاكورة: مواجهات عنيفة بين قوات الأمن والمطالبين بالماء الشروب، واعتقالات بالجملة

تحولت الوقفة الاحتجاجية، التي نظمتها ساكنة مدينة زاكورة، مساء أمس الأحد 8 أكتوبر 2017، أمام مقر عمالة إقليم زاكورة، للاحتجاج على غياب الماء الشروب ومطالبة المسؤولين بتوفير هذه المادة الحيوية، تحولت إلى مواجهات عنيفة بين القوات العمومية وعناصر البوليس وبعض المحتجين من الشباب، أعقبها أعمال شغب، أسفرت عن عدد كبير من الإصابات في صفوف الطرفين معا، واعتقال أزيد من 21 شخصا وخسائر مادية..

وقد بدأ الشكل الاحتجاجي بطريقة سلمية وحضارية، تخلله ترديد العديد من الشعارات ذات البعد الاجتماعي  منها: "العمالة ها هي والماء فينا هو" و"اعلاش جينا واحتجينا الماء اللي ابغينا". وتميزت الوقفة بالحضور المكثف لساكنة أغلب أحياء المدينة. لكن مباشرة بعد انتهاء الوقفة وانسحاب المحتجين عبر الشارع الرئيسي (شارع محمد الخامس) بالمدينة بشكل جماعي، أعطيت الأوامر لتفريقهم، حيث تدخلت قوات الأمن بعنف شديد لتفريق المتظاهرين، مما أحدث إغماءات في صفوف النساء العجزة وعويل وبكاء الأطفال والنساء، جراء هول الصدمة الناجمة عن المشاهد التي أحدثتها القوات العمومية وعناصر البوليس، التي كانت مدججة بكل أنواع الهراوات والواقيات، والتي لم يسبق لأغلب المتظاهرات رؤيتها.

وكان هذا الحدث النقطة التي أشعلت فتيل المواجهات، حيث، وعلى بعد أمتار من التدخل، تم وضع وإحراق حاويات الأزبال بوسط الشارع العام، أعقبها تبادل عنيف للتراشق بالحجارة بين المحتجين ومختلف قوات الأمن. وبينما كانت غالبية القوات العمومية منشغلة بهذا الحدث، اندلعت أعمال شغب بحي المنصور الذهبي، وبالقرب من مقر المنطقة الأمنية، تم خلالها إشعال النار في الإطارات المطاطية لمنع مرور قوات الامن. وكانت أعنف المواجهات هي تلك التي دارت بحي المنصور الذهبي وحي تانسيطة اخشاع، حيث تمكن المحتجون من احتلال أغلب أزقة هذه الأحياء، ومنع قوات الأمن من ولوجها رغم التعزيزات الأمنية، وذلك نتيجة إقامة متاريس بالصخور والحجارة وإشعال الإطارات المطاطية وحاويات الأزبال بمداخل الأحياء وشوارعها الرئيسية، والمقاومة الشديدة لكل تدخل أمني. واستمر هذا الوضع إلى وقت متأخر من ليلة أمس.. وقد عاينت "أنفاس بريس" ولوج 6 أشخاص قسم مستعجلات لتلقي العلاج، منهم 3 عناصر من القوات العمومية إصابتهم خفيفة جدا.. لكن لوحظ حضور باشا المدينة يطالب بإنجاز شواهد طبية لهذه العناصر؟؟ ومنهم 2 من عناصر البوليس، واحد منهم إصابته بليغة. كما تلقت الإسعافات الأولية إحدى المشاركات في التظاهرة، والتي تلقت ضربة قوية من طرف أحد عناصر القوات المساعدة. بينما فضل الكثير من المعنفين على يدي قوات الأمن عدم تلقي الإسعافات الأولية بالمستشفى، خوفا من الاعتقال.

ومما عاينته "أنفاس بريس"، عقب هذه الأحداث، تكسير زجاج بعض السيارات الخاصة بعد إصابة أصحابها، والذين تلقوا العلاج كذلك بالمستشفى. ومن طرائف هذه الاحتجاجات ما قامت به إحدى السيدات المشاركات في الوقفة عند مرورها أمام مجموعة من الأشخاص الجالسين بإحدى مقاهي الشارع الذي دارت به  المواجهات، حيث انهالت عليهم بلوم شديد وتأنيب "انتم رجال نيت رجال.. والنساء يضربون أمامكم وأنتم لم تستطيعوا حتى المشاركة في الوقفة.. موتكم احسن من حياتكم".

للتذكير فقد  شهدت المدينة أحداثا قبل أيام، عقب الاحتجاج على غياب الماء الشروب، اعتقل على إثرها 7 أشخاص، سيحاكمون اليوم الاثنين، بعد متابعتهم في حالة سراح بجنح المشاركة في تجمهر غير مسرح به.