أحمد طلحة: وزيرة المعاقين ورقصة الديك المذبوح

أحمد طلحة: وزيرة المعاقين ورقصة الديك المذبوح جميلة المصلي
في الوقت الذي بدأت جميلة المصلي تعد ايامها الاخيرة على رأس وزارة التضامن والتنمية الاجتماعية والمساواة والأسرة ، وتستعد لخوض معركة انتخابية جديدة تستثمر فيها ما قدمته من منح سخية وخدمات متنوعة وتسهيلات كبيرة لفائدة عدد من الجمعيات المحظوظة العاملة في مجال الإعاقة، فوجئت الوزيرة بتمرد غير متوقع من طرف هذه الجمعيات التي خرج بعضها للشارع من أجل الاحتجاج ضد الوزيرة بسبب جفاف ثدي صندوق التماسك الاجتماعي الذي اعتادت هذه الجمعيات الرضاعة منه، في حين قاطع البعض الآخر أنشطة الوزارة بسبب عدم إشراكهم الى النهاية في اعداد مشروع نظام تقييم الإعاقة. فوجدت وزيرة المعاقين نفسها أمام جبهة جديدة انضافت الى جبهة حملة الشهادات الجامعية والديبلومات المعطلين ذوي الإعاقة الذين التأم شملهم وحشدت طاقاتهم وشحذت هممهم وتوحدت صفوفهم في إطار تنسيقية وطنية جعلت من التوظيف المباشر مطلبا لا ترضى سواه وهدفا لا تحيد عنه...
وأمام هذا الوضع الذي لا تحسد عليه، ومحاولة منها للخروج من عنق الزجاجة، قامت الوزيرة بإطلاق حملة سمتها الحملة الوطنية للنهوض بحقوق الأشخاص في وضعية إعاقة تهدف إلى تحسيس الرأي العام بحقوق هذه الفئة وتصحيح بعض الأفكار والأحكام المسبقة حول الشخص المعاق وإبراز قدرات وكفاءات الأشخاص في وضعية إعاقة ورصد معيقات إدماجهم في مختلف الميادين.
وهذه بعض الملاحظات حول هذه الحملة:
1) كان من الاولى تخصيص هذه الحملة لتحسيس المسؤولين في المغرب، وليس الرأي العام، بحقوق الأشخاص في وضعية إعاقة وتصحيح سلوكهم المنحرف اتجاه هذه الفئة، والكف عن تهميشهم وحرمانهم من حقوقهم واقصائهم على اساس الإعاقة...
2) كفاءات وقدرات الأشخاص في وضعية إعاقة واضحة وجلية وظاهرة للعيان ولا تحتاج لحملة بهلوانية من أجل إبرازها، وخير دليل وجود عشرات المئات من حملة الشهادات الجامعية والديبلومات من ذوي الإعاقة...
3) معيقات إدماج الأشخاص في وضعية إعاقة في مختلف الميادين معلومة لدى الوزارة ولا تحتاج لرصدها من جديد، بل تحتاج الى إجراءات عملية وجادة وفعالة ومستعجلة من أجل تجاوزها وكسرها وتعبيد طريق وصول المعاقين الى حقوقهم المشروعة وإدماجهم في مختلف الميادين وعلى رأسها سلك الوظيفة العمومية عن طريق التوظيف المباشر...
فهل ستستدرك الوزيرة ما فرطت فيه من واجباتها ومسؤولياتها طيلة ولايتها فتعطي لكل ذي حق حقه، ويكون ختام ولايتها مسكا، أم ستستمر في مواصلة خرجاتها الارتجالية العبثية ظنا منها أنها تحقق إنجازات في حين أنها ترقص رقصة الديك المذبوح ليس إلا...