فردوس: مجال نشر الكتاب المدرسي تتحكم فيه المضاربات الريعية إرضاء لبعض الشركات والمقاولات

فردوس: مجال نشر الكتاب المدرسي تتحكم فيه المضاربات الريعية إرضاء لبعض الشركات والمقاولات

يرى الفاعل الجمعوي والنقابي، الأستاذ عبد المجيد فردوس، "أنه منذ عقود والدولة تحمل شعار التعميم، الشعار الذي لم تواكبه إجراءات عملية كفيلة بتوطين هذا الاختيار على الخريطة المدرسية، مما  أدى إلى الاكتظاظ على المستوى الابتدائي، ثم الاعدادي، فالثانوي فيما بعد". مستغربا أن حصاد "حرم مدراء المؤسسات التعليمية من العطلة الصيفية -هذا القرار الذي اتخذه ملك البلاد في شأن بعض الوزراء الذين لم يقوموا بواجبهم الوطني، في قضايا عدة، فكان حرمانهم من العطلة كصيغة تأديبية- ليقوموا بصباغة المؤسسات التعليمية، وبعض الترقيعات الهشة، وكأن وزير التعليم تحول إلى "طاشرون".

+ ما هو تقييمك للموسم الدراسي برسم سنة 2017؟

- هل يصلح العطار ما أفسده الدهر؟ أو بلغة أخرى، هل يصلح وزير التربية الوطنية ما أفسده وزير الداخلية؟ هل يصلح حصاد "التيقنوقراط" الخريطة التربوية التعليمية، والتي أفسد أحد أهم أركانها ودعائمها، بعصاه الغليظة؟ هل قرارات وزير التربية الوطنية، والذي يجر خلفه تركة لا يحسد عليها، هل هي صائبة إلى حد ما، أم أن ترسبات مسؤوليته السابقة هي التي أوحت له بهذه القرارات؟ فمنذ عقود والدولة تحمل شعار التعميم، هذا الشعار الذي لم تواكبه إجراءات عملية كفيلة بتوطين هذا الاختيار على الخريطة المدرسية، مما أدى إلى الاكتظاظ على المستوى الابتدائي، ثم الاعدادي، فالثانوي فيما بعد، ويظهر الإشكال على مستوى بنيات الاستقبال، والتجهيز، فتظهر المحصلة أن لا شيء وراء رفع شعار التعميم، "إلا جبر الخواطر" بالترقاع، ليس إلا!!

+ هل أقنعك اشتغال وتعاطي وزير التربية الوطنية مع ملف التعليم؟

- دخل حصاد على الخط، بعد تكليفه بإدارة هذا القطاع الحيوي، والذي يأتي في المرتبة الثانية بعد الوحدة الترابية، فحرم مدراء المؤسسات التعليمية من العطلة الصيفية -هذا القرار الذي اتخذه ملك البلاد في شأن بعض الوزراء الذين لم يقوموا بواجبهم الوطني، في قضايا عدة، فكان حرمانهم من العطلة كصيغة تأديبية- ليقوموا بصباغة المؤسسات التعليمية، وبعض الترقيعات الهشة، وكأن وزير التعليم تحول إلى "طاشرون". في اعتقادي إصلاح حقل التربية والتعليم لا يبدأ بالماكياج "الصباغة"، لأن التعليم له سياسته وفلسفته، واسأل العارفين بخباياه، الإصلاح يبدأ بالبرامج والمناهج، والمقررات، والاهتمام بتكوين الموارد البشرية، وإعادة التكوين، واحترام نساء ورجال التعليم، وإعادة الكرامة والهيبة من خلال مراجعة بعض المذكرات الوزارية المشؤومة، والتصالح معهم ثم اللجوء إلى توسيع بنيات الاستقبال، وتجهيزها بما هو ضروري، مع فتح مراكز التكوين للمدرسين(ات)بجميع أسلاك التعليم وكذا مراكز تكوين المفتشين لاستكمال العدة التربوية، ماعدا ذلك فإننا نتيه في السراب.

+ كيف تلقيت قرارات التوقيف لبعض رجال ونساء التعليم؟

- إن قرارات التوقيف، ليس من شأنها أن تصلح التعليم، بقدر ما تعكر صفو التواصل والاشتغال بمزاج تربوي -وهذا القرار لم يستطع اتخاذه داخل قطاعه، لما كان وزيرا للداخلية-، فلا يمكن بأي حال من الأحوال أن ينطلق الموسم الدراسي في وقته المحدد لمجموعة من الاكراهات.. أولها غياب بعض المقررات، وعدم توفرها بمجموعة من المناطق القروية، تأخير تزويد المؤسسات التعليمية بالكتب المدرسية (المليون محفظة)، وهذا لم يحصل من قبل إلا في عهد حصاد، لما مرر صفقة التعاقد مع الكتبيين لوزارة الداخلية، غياب بعض الكتب المدرسية بالمستوى الأساسي... دون الحديث عن الأخطاء التي عرفتها كتب الاجتماعيات للسنة الثانية إعدادي، على مستوى بعض المعارف...

+ في نظرك، ما هي الأسباب الحقيقية وراء ذلك؟

- هذا يرجع بالأساس إلى المضاربات المتفشية في مجال نشر الكتاب المدرسي من خلال إرضاء بعض الشركات والمقاولات، التي ترسو عليها طلبات العروض دون ممارسة الرقابة عليها من طرف الوزارة الوصية، واعتبار الكتاب المدرسي موردا للأرباح من طرف الناشرين دون الاهتمام بالمضمون.