إلا أنه وتبعا لاتفاقية وقعت بين وزارة التربية الوطنية وشركة سينيا للتأمين سنة 2007، تم تفويت الضمان المدرسي لشركة سينيا للتأمين لمالكها مولاي حفيظ العلمي. وبالرجوع إلى البرتوكول التطبيقي لهذه الاتفاقية، فإن شركة التأمين تقوم مقام الدولة في توفير وثائق خاصة تعرف لدى الإداريين بملف حادثة مدرسية تعبأ بعناية من طرف مدير المؤسسة ويتحمل مسؤولية المعطيات والبيانات المتعلقة بالحادثة. وبالمقابل تلتزم الشركة تجاه منخرطيها بالعديد من الخدمات منها تعويض المصاريف العلاجية والتمريض والترويض والنقل والمصاريف الصيدلانية... هذه التعويضات التي تعتبر جوهر موضوعنا، ونسوق نموذجين من إقليم زاكورة، حيث صرح لـ"الوطن الآن" أب أحد التلاميذ الذي تعرض لحادثة مدرسية أثناء إحدى حصص التربية البدنية بإحدى ثانويات الإقليم خلال الموسم الدراسي 14/15 نتج عنها كسر في يده اليمنى، وبعد سلسلة من الإجراءات الإدارية والوثائق ومصاريف التطبيب والترويض الباهظة عوضته الشركة بـ 80 درهما، إلا أنه رفض تسلمها وأعادها للشركة.
وحالة أخرى يقول فيها أب آخر من نفس الإقليم إن ابنته تعرضت لحادثة مدرسية نجمت عنها إصابة عينيها، مما أجبره على عرضها على طبيب مختص في امراض العيون، وبعد أيام من التطبيب والفحص ومصاريف هامة مثبتة بالوثائق عوضته الشركة عن هذه الحادثة بـحوالي 35 درهما، فرفض هو الآخر تسلمها وأعادها للشركة. للتذكر فالشركة صاحبة التأمين تلتهم سنويا ملايين السنتيمات من هذه "الواجبات المدرسية".