جريدة ABC العنصرية تقطر حقدا على المغرب والمغاربة

جريدة ABC  العنصرية تقطر حقدا على المغرب والمغاربة رئيس الحكومة سعد الدين العثماني (يمينا) و رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانتشيز

لم يسبق لي أن "أحببت" ابتسامة سعد الدين العثماني، رئيس حكومتنا المغربية (لأسباب خاصة بالمطبخ السياسي والفكري المغربي التي لا يفهم فيها  العديد من "خوتنا" الساسة والمفكرين "الإسبان" شيئا) قبل يوم الأحد 8 يونيو وأنا أتصفح جريدة أ. ب. س  (ABC)الإسبانية.

 

في الصفحة 8 تلمع الابتسامة المغربية الساطعة للعثماني (وكأنها تقول "كي جاتكم هاذي؟") مقال "رأي" قصير للمسمى خيسوس ليو (وليو هذه نطقا بالإسبانية تحيل على "التخبط" و"التلفة" لنجد أنفسنا في خير تطبيق لاسم على مسمى) في بضعة أسطر تحمل حقدا وغلا على المغرب والمغاربة يستغرب وجوده في القرن 21 داخل بلد يعتقد أنه تجاوز القرون الوسطى التي عاد لها في هذا المقال (المعنون بـ "جولة سفر نحو القرون الوسطى"). فهو يعتبر المغاربة مجرد "ذخيرة مدفع" و"أقنان" في خدمة الإقطاعية التي تدفع بهم "لغزو سبتة عوما" (وتغاضى عن كون أغلبهم دخلوها مشيا على الأقدام وهم يهاتفون أصدقاءهم عبر النقال للقدوم وتغاضى عن رميهم في البحر من طرف الجيش الإسباني حين ارتفع منسوب المياه ولم تعد العودة ممكنة مشيا)، كما تدفع بهم لعدم المرور من إسبانيا خلال عملية "مرحبا" رغم كونهم المتضررين من هذا وليس شركة البواخر الإسبانية. وما دخلك في الأمر السي ليو إن قبل المغاربة بهذا بعد أن "أمر به الوزير" (وهو ليس بـ "الوزير" بل رئيس حكومة)؟. على الأقل "وزيرنا" اتخذ القرار في واضحة النهار (دون خوف من جاره "جالوت" الجبار)، ولم يسرب مجرم حرب ومغتصب نساء "مفترض" (كما يحلو لكم  حقوقيا قوله) ليلا وبجواز سفر مزور ولم يخرجه مهربا ليعيده لجنرالات من زمن الحرب الباردة...

 

العثماني يعلم، ومعه المغاربة، بأن اقتصادكم "قوي" بما ضخته فيه أوروبا منذ أن ارتاحت إسبانيا من مؤسسها الحديث، فرانسيسكو فرانكو باهاموندي (في عملية "قتل" فاشلة فرويديا للأب)، وقوية بما ورثته من ماضيها الاستعماري، هي وأوروبا التي تستند إليها، من التقسيم الظالم لثروات العالم بقوة السلاح وببحور من دماء الشعوب الأصلية. لن يضركم عدم مرور "مرحبا" من دياركم، نعرف هذا، لكن يضركم كثيرا أن يتخذ المغرب، كدولة ذات سيادة وغير قابلة لأن تتحول لقن لبلد قن لغيره (وكم "تأسفنا" لشانشيز مؤخرا وهو يستجدي لقاء من بايدن ويستعطف عتاة العنصريين في البرلمان الأوروبي لمساندته). ويضركم كثيرا أن ينضبط المغاربة لذلك القرار رغم ما سيسببه من متاعب للعديد من بينهم، وقد يؤجلون عودتهم للبلاد لسنوات أخرى.

 

وبالمناسبة ندعو السيد ليو أن يحقد أكثر على المغاربة "الأقنان" وألا يحمل نفسه مشقة التفكير في معنى أن يعود 3 ملايين من المغاربة لبلدهم كل صيف، متحملين العنف والسرقة والاضطهاد البوليسي ومختلف أشكال العنصرية عبر مرورهم من الديار الإسبانية؟ هل هناك "قن" يعيش في "بحبوحة" الحرية الغربية يعود من تلقاء نفسه وبماله الخاص لزيارة موطن "عبوديته"؟ الأمر أكثر من أن يتصوره تفكير السي ليو العنصري المتعجرف خصوصا وبلده مهدد في جوهر وجوده من خلال المطالب "الانفصالية" المتصاعدة داخله. ف"ديموقراطيته" غير قادرة على الحفاظ على وحدة كيانه الإسباني الذي بني إثر تصفية عرقية ومذهبية قروسطية قلما شهد التاريخ مثلها (تصفية الأندلسيين من أصل عربي ومغاربي أومن اليهود والإيبريين المسلمين...). ولهم في شانشيز ورفاقه من "بوديموس" خير معول للهدم... لكن هذا شأنهم ولا يهمنا في شيء.

 

ثم إن كان المغرب "إقطاعيا" وسكانه "اقنان" فلماذا توجد بالمغرب حوالي 1000 مقاولة إسبانية؟ هل لأن هذه المؤسسات "إقطاعية" بدورها؟ أم لأنها تستحب استغلال "الأقنان" بعيدا عن كل شرط إنساني؟ أم لأن هذا البلد الأمين يوفر كل ضمانات الاستثمار التي يتطلبها العصر؟

 

يهم بلدنا أن يصنع مساره بنفسه وهذه العملية في بلد عريق مثل المغرب لم تبدأ الآن بل هي استمرار لمسلسلات انطلقت منذ زمان  وليس من المفيد شرحها لمتعجرف عنصري مثل السي ليو لا يرى أبعد من أرنبة أنفه.

 

أليس من حق المغرب أن يحمي أبناءه من عبور بلد مازال يحمل خطر انتشار كورونا؟ وحتى إن لم "يحطم" هذا الإجراء الاقتصاد الإسباني "العظيم"  وإن كان لا يضر سوى المهاجرين المغاربة، فلماذا تبرع السي ليو على قراء جريدته بوجه العثماني الضاحك وكأنه يحرض أبناء جلدته ممن يفكرون مثله على "مكر المورو"؟ يعني "اللي فيه الفز كيقفز"...

 

أنتم من صنعتم صورة "المورو الماكر والمتوحش". أخرجتم الناس من ديارها (وقد أخرجتكم قبل ذلك من ظلمات العصور المتوحشة بحضارتها النيرة) بعد سلبها ممتلكاتها وحضارتها وبعد اختراعكم لـ "محاكم التفتيش"، بل تابعتم إجرامكم بإبادة الهنود الأمريكيين في بلدانهم ثم انخرطتم في الموجة الاستعمارية التي لم يسمح لكم تخلفكم السياسي والاقتصادي، حينها، سوى بالفتات منها. وهو فتات لم يمنعكم من قصف أهالي ريفنا المغربي بالأسلحة الكيماوية المحظورة والأشد فتكا (وسيأتي وقت دفع الحساب بالتأكيد). ثم ساهم في صناعة سمعة "المورو" أب إسبانية الحديثة الخينيرال فرانكو حين أعطى لل"مورو" فرصة "الانتقام" لتاريخه بإطلاقه على النصف الثاني من إسبانيا. فهل كان بإمكان هذا "المورو" أن يمتلك رحمة لم يمتلكها أب إسبانيا الحديثة؟

 

المغرب السي ليو بلد ذا سيادة ويتقدم بخطاه وإيقاعه ولا يرضى بأقل من أن يكون شريكا ويتخذ قرارات تحمي مصالحه العميقة حتى وإن تضرر، مؤقتا، من بعض حيثياتها كما لم تفهموا ذلك من عملية إغلاق معابر سبتة ومليلية السليبتين في وجه التهريب الذي يسمح للمدينتين المغتصبتين بتمويل تدبيرها. وكما وقع حين تخلى لبضعة ساعات عن حماية ثغور سبتة السليبة معريا عورة الدولة الإسبانية وادعاءها حراسة "الحدود الأوروبية" وافتراسها لميزانيات ضخمة مع عدم قيامها بعمل تسند إنجازه للمغرب.

 

على السي ليو وأمثاله، وهم كثر بين "النخبة" السياسية والفكرية الإسبانية أن يخرجوا من الدائرة الضيقة لتفكير إيزابيلا الكاثوليكية وأن ينظروا بعين الجدة للعالم المتحرك حولهم. أعيدوا تكوين"منظريكم" في المعاهد المختصة وجددوا نظرات جواسيسكم بعين المكان وإلا استفقتم على واقع سيضر بمصالح بلدكم أيما ضرر...