في واقعة إنسانية مؤثرة عميقة الدلالة من حيث نبل مشاعر الإيثار والوفاء والقناعة في زمن التهافت الذي بات عصيا على مثل هذه القيم، أورد موقع "عكاظ" قصة صديقين عجوزين من باكستان تجاوز عمراهما 80 عاما، أبى أحدهما إلا أن ينتظر اﻵخر الضرير 25 سنة كاملة كي يجمع هذا الأخير "راسو" ويوفر المال الضروري من أجل أن يرافقه و يقوده في أداء مناسك الحج لهذه السنة.
وذكر المصدر ذاته بأن الصديقين مضت سنوات عمريهما ووهن عظماهما وضعفت قواهما إلا أن "إعجاز دلالي أحمد" رفض ألا يحج سوى برفقة صديق طفولته وحياته "أحمد دلو راج"، مؤجلا فكرة الحج لحين اكتمال الأموال لدى صديقه إلى أن تجاوز عمراهما 80 عاما، عندها حلت الفرحة بهما، بعد أن أخبره "راج" أن أموال حملة الحج اكتملت وبإمكانهما الحج وإتمام الركن الخامس للإسلام.
وتحدث "إعجاز دلالي" الذي كان يقود صديقه الضرير "راج" في مشعر منى بعد فراغهما من رمي الجمرات، قائلا: "هذا صديق عمري راج الذي فقد بصره، وكان يرغب في أداء فريضة الحج منذ سنوات طويلة، إلا أن ضيق ذات يده حال دون ذلك، رغم أنني كنت امتلك مبلغا يكفيني للسفر والحج، إلا أنني آثرت انتظاره نحو 25 عاما، حتى يوفر المال اللازم، لأصطحبه في هذه الرحلة الإيمانية، لمعرفتي بأنه ضرير ولا يمكن أن يحج بمفرده، ولله الحمد وفر المبلغ المطلوب، ومن ثم توجهنا للحج سويا".
ومن جهته شكر "أحمد راج" لصديقه الذي ضحى بسني عمره وقوته وهو ينتظره كي يسافر معه للعمرة والحج، مضيفا "رغم مضي أكثر من 25 عاما إلا أنه ظل صديقا وفيا لي ولم تغيره الأيام، وانتظرني حتى نجحت في جمع ما يكفيني للحج، وكان عند وعده بأن يسافر معي، ونحمد الله أن مكنا أن نكون في المشاعر الآن، فهو عيني التي أرى بها، وقوتي التي أتوسد عليها، وقد دعوت له كثيرا أن يجعل ما يفعله معي في موازين حسناته، ولن أنسى معروفه معي فيما بقي من عمره.".