قاسمي: العلاقات الدبلوماسية  للمغرب مع إسرائيل لن تكون أبدا على حساب القضية الفلسطينية

قاسمي: العلاقات الدبلوماسية  للمغرب مع إسرائيل لن تكون أبدا على حساب القضية الفلسطينية المصطفى قاسمي ومشاهد من أحداث القدس
 كيف تنظر إلى الأحداث المتلاحقة التي تعرفها فلسطين هذه الأيام؟
لا يختلف اثنان على أن الأحداث التي تجري في فلسطين حاليا هي خرق للشرعية الدولية، فهي تصرف انفرادي غير مسؤول ومخالف للقانون الدولي تبغي من خلاله إسرائيل فرض نفسها عن طريق القوة والعنف ضاربة الشرعية الدولية وخارقة لحقوق الإنسان. 
فهذا التصرف اللاقانوني واللا شرعي لن يؤدي إلى حل للقضية الفلسطينية، التي هي قضية شرعية ودفاع مشروع عن الأراضي الفلسطينية والقدس الشريف مركز العالم الإسلامي المسلمين عامة. 
إن هذا الفعل يعتبر فعلا إجراميا يعاقب عليه القانون الدولي ويطرح مسألة المسؤولية الدولية في هذه الأحداث نتيجة الاضرار المادية والمعنوية التي ألحقتها إسرائيل بالفلسطينيين من جهة والدول الإسلامية من جهة ثانية. 
إن الحل لهذا الصراع لن يكون إلا في إطار مؤسساتي، اي ان يخرج من رحم هيئة الأمم المتحدة بتضافر جهود الدول الإسلامية بقيادة المغرب باعتباره رئيس لجنة القدس. 
وتجب الإشارة أن هذا التصرف اللامسؤول من قبل دولة إسرائيل ضد الفلسطيين لن تكون له أي جدوى، ويكفي ان نتفحص المحطات التاريخية لهذا الصراع. فإذا كانت إسرائيل تعتقد أن هذه الضغوطات يمكن أن تدفع الفلسطينيين إلى التنازل عن أراضيهم فهو وهم والخسائر ستكون وبالا على الجانبين. 
إن هذه الأحداث ابانت أنه على الرغم من عمليات العنف الموجعة لن تجعل الفلسطينيين يتراجعون ولا العالم الإسلامي، ويكفي في هذا الإطار ان نتابع ونتتبع مواقف المجتمع المدني والسياسي على المستوى الدولي والعربي والإسلامي التي ما فتئت تندد بهذه الأفعال وهذا التدخل.
ماهي مواقف المغرب في ظل هذا الصراع و دوره في مساندة القضية الفلسطينية؟
"تجب الإشارة في هذا الصدد إلى ان موقف المغرب من القضية الفلسطينية موقف ثابت لا يتغير، هذا الموقف يتبناه المغرب باعتباره رئيس لجنة القدس، فقد كان المغفور له الملك الحسن الثاني حاسم في هذه المسألة بان تكون فلسطين دولة مستقلة عاصمتها القدس الشرقية. وكان يقول سنصلي في القدس.
كما أن الملك محمد السادس ندد بهذا الفعل المشين انطلاقا من اجتماع الوزراء العرب ومنظمة التعاون الاسلامي. وأن جلالته لن يحيد عن هذا الموقف الذي هو دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس الشرقية، وإن العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل ليست على حساب القضية الفلسطينية وإنما تدخل في إطار المواطنين الإسرائيليين المغاربة لارتباطهم ببلدهم وملكهم، ولا يزال الملك محمد السادس يدافع على القدس الشريف والفلسطينيين ويبدل جهودا جبارة من أجل وجود حل في إطار الشرعية الدولية من أجل أن يعم السلام للجميع.
 
المصطفى قاسمي/ أستاذ القانون الدستوري والعلوم السياسية بكلية  الحقوق سطات