الدكتور السعيدي يشخص واقع الأحزاب الثمانية وحال اليسار في المشهد السياسي المغربي

الدكتور السعيدي يشخص واقع الأحزاب الثمانية وحال اليسار في المشهد السياسي المغربي  كمال السعيدي
" تاريخيا قدم اليسار الكثير من التضحيات والشهداء، وخاض نضالا مريرا، ويرجع الفضل لهذا اليسار في تأسيس المنظمات الحقوقية وهو الذي واجه عنف النظام في أوجه. بمعنى أن هذا وقع في الماضي ولا خلاف حوله، لكن اليوم لم نعد قادرين أن نتحدث على اليسار بصفة المفرد.. هناك يسار ويسار". 
هكذا استهل الدكتور كمال السعيدي، القيادي بالاشتراكي الموحد، جوابه عن سؤال الأدوار التي لعبها اليسار في ندوة فكرية نظمت عن بعد.
وتابع الدكتور السعيدي حديثه موضحا بأن اليوم "هناك يسار قبل بجميع قواعد اللعبة، ولم يعد ينازع النظام في شيء، استهوته المشاركة بديلا عن المشاركة في الإصلاح، واندمج كلية في النظام". وشدد على أن هذا اليسار قد "هجر الشارع عموما. طبعا أن هناك مناضلين شرفاء يدافعون عن المجتمع في الشارع لكن القرار السياسي للقيادة ضد التواجد في الشارع". 
وأعطى كمال السعيدي قرائن لهذه التراجع على مستوى النضال في الشارع بقوله: "هناك قانون تكميم الأفواه، وبيان الأحزاب السياسية ضد حراك الريف حيث كان مقدمة غطاء سياسي لقمع الحراك..."، واعتبر أن هذا اليسار قد اختار موقعه .
وقدم في جوابه تقييما لدور الأحزاب في المشهد السياسي الحالي حيث أوضح بأن هناك "يسار آخر أدى الثمن غاليا في الماضي ولا يزال، و يكاد لا يغفل أي فعل نضالي بتواجده الميدان، وتعرض مناضليه للتضييق والاعتقالات أحيانا (أحزاب فيدرالية اليسار والنهج الديمقراطي)".
واعتبر السعيدي بأن هذا اليسار "هو الذي أنشأ تنسيقيات لمحاربة الغلاء ودافع عن القدرة الشرائية، وهو الذي نزل بقوة في حراك 20 فبراير، رغم أن تأثيره كان أكبر من حجمه".
وشدد في خطابه السياسي على أن هذا اليسار "هو الذي انخرط في دعم حراك الريف، وهو الذي نظم العرائض للمطالبة بإطلاق سراح المعتقلين، وقامت قيادته بزيارة للمنطقة وعقد لقاءات مع عائلات المعتقلين من أجل دعم صمودهم و فك الحصار عن منطقة الريف وجرادة، وهو اليسار الذي طرح مسألة العفو العام داخل قبة البرلمان.. وهو اليسار متواجد في الجمعيات الحقوقية والنقابات..".
وعن الأحزاب الأخرى قال السعيدي: "في حين أن الأحزاب الأخرى أصبح هدفها أساسا (يسار ويمين واسلاميين) هو المشاركة لتحصين منافع أعضائها وتحصين الريع السياسي، هي أحزاب لا تقوى على مواجهة السلطوية لأنها أصبحت جزء منها"
وأشار إلى أنه يمكن " أن يكون قاسيا في حكمه على هذه الأحزاب لكن الواقع يؤكد أنها تحولت إلى أحزاب بدون لون وطعم وأضحت تتخذ شكل الإناء الذي توضع فيه، وقضية التطبيع كانت فارقة حيث أنها بسهولة قبلت ولم تمانع في تنفيذ كل ما يطلب منها"
وختم القيادي مداخلته بالتوقف عند أحزاب فيدرالية اليسار الديمقراطي قائلا: "أحزاب اليسار هي أحزاب مناضلة تقوم بما يمكن القيام به حسب حجمها وقوتها، لكن هي ضعيفة التأثير والحضور سواء في الشارع أو في المؤسسات... ليست لنا قدرة كبيرة على تحريك الشارع وحضورنا في المؤسسات ضعيف لكننا مؤثرين".