أبو وائل الريفي: لماذا أصيب الطابور الخامس بالخرس تجاه عنصرية أمنيستي

أبو وائل الريفي: لماذا أصيب الطابور الخامس بالخرس تجاه عنصرية أمنيستي تفشي العنصرية داخل دواليب منظمة العفو الدولية

يعود أبو وائل الريفي، في مقال مطول، لتحليل خلفيات الفضيحة التي هزت منظمة "أمنيستي" الدولية، بسبب تسريب الممارسات العنصرية المشينة داخلها من طرف كبار موظفي ومسؤولي "أمنيستي".

وفي هذا الإطار تساءل أبو وائل الريفي بمرارة وبتهكم عن الأسباب التي جعلت الطابور الخامس في المغرب يصمت عن فضح هذه الممارسات اللاحقوقية والممارسات المشينة التي تورطت فيها منظمة "أمنيستي" الدولية..

 

لقد بينت تطورات الأشياء أن المغرب اتخذ المواقف الصحيحة في إطار الوضوح، من خلال رفض تدخل بعض المنظمات الحقوقية في النيل من استقلال قضائه الوطني.

 

قبل مدة اتخذ المغرب مواقف صارمة في مواجهة منظمة العفو الدولية باعتبارها أداة للتأثير والضغط، خاضعة لجهات بعينها في إطار لعبة الأمم. والآن انفضح المسكوت عنه بعدما اضطر العاملون في أمنستي إلى مخاطبة كبار المنظمة عبر الرأي العام من خلال صحيفة الغارديان محذرين من تفشي العنصرية داخل دواليب المنظمة الحقوقية التي تهتم بـ ”حقوق الإنسان” في العالم كله وتتناسى تنظيف بيتها الداخلي المليء بالعنصرية ضد نشطاء وعاملي المنظمة.

 

أقول اضطر العاملون لأنهم سئموا سياسة “عين ميكا” التي يقابل بها كبار المنظمة شكاواهم التي لا يليها إلا اتساع هذه العنصرية. وهكذا يجد العامل في أمنستي، بحافز الدفاع عن حقوق الإنسان، نفسه ضحية الانتهاكات ممن ينتظر أن يكون قدوة حقوقية.

 

إن هذه الفضيحة وحدها كافية ليقدم الطاقم المدير للمنظمة استقالة جماعية بسبب الفشل في اختيار موظفين حقوقيين، والإخفاق في تطبيق مبادئ المنظمة داخلها قبل خارجها، وكافية كذلك للمطالبة بكشف حقائق ما يعتمل داخل كواليس هذه المنظمة التي تعطي الدروس للجميع وتنسى نفسها، وكافية أخيرا لدفع الكثير ممن جعلوا تقاريرها مقدسة إلى مراجعة هذه النظرة.

 

يحمد الله أبو وائل أنه نبه منذ الصيف الماضي إلى أجندة أمنستي وارتزاق بعض قيادييها، البعض وليس الكل، بحقوق الإنسان التي أصبحت أصلا تجاريا محتكرا. حينها ارتفعت حناجر الطابور الخامس ضده لتسوق أنه ضد حقوق الإنسان وعياش و… لماذا تصمت هذه الأسماء اليوم ضد هذه الاتهامات التي ينطبق عليها “وشهد شاهد من أهلها”؟ لماذا لم تجعل هذه مناسبة للتعامل بالنسبية المطلوبة مع تقارير منظمة تتعامل بشكل انتقائي واستهدافي لدول بعينها؟ لماذا لا يعيدون الشريط إلى الوراء قليلا ليفهموا حجم الأخطاء التي تضمنتها ادعاءات المنظمة عن المغرب بدون دليل؟

 

لا يكفي الاعتراف بالخطأ والوعد بالتصحيح، ولا يكفي الطابور الخامس التجاهل والصمت وهم الذين لا يفوتون فرصة لإصدار بيان أو تدوينة استنكار. ومع ذلك، لا يهم أبو وائل من هذه الواقعة إلا المغرب الذي امتلك شجاعة عدم الخضوع لإرادة وأجندة هذه المنظمة متسلحا بيقينه في سياساته وقوانينه ومؤسساته ومسؤوليه، واختار بإرادة واعية مقارعة الحجة بالحجة فما كان من هذه المنظمة إلا العجز عن تقديم الحجج الدامغة على ادعاءات موجهة ضد المغرب إلى يومنا هذا مكتفية بترديد كلام سياسي بعيد عن اللغة والمنطق الحقوقي.

 

ها هو التاريخ والوقائع ينصفان المغرب، وهو ما يستدعي الاعتراف لحماة الوطن والمؤسسات وحماة الجدار بالصواب حين قرروا تعليق التعامل مع هذه المنظمة حتى تراجع منطقها الاستهدافي للمغرب، وحين قرروا مواجهة ادعاءاتها بحقائق العلم والتكنولوجيا، وحين تمسكوا بسيادة المغرب مهما كان الثمن.

 

لم تنجح حملة الإخضاع والإضعاف، ولم ينجح الطابور الخامس في الاستقواء بالمنظمة ليفعل ما يريد بدون رقيب أو حسيب، ومضى كل إلى حال سبيله، وبقيت الكرة في مرمى أمنستي تحركها بحقد ضد المغرب ومؤسساته كلما أتيحت لها فرصة أو تصطنعها بينما بقي المغرب سيد قراره. بقي المغرب دولة قانون ومؤسسات قوي بشعبه الذي يرفض الخضوع.

 

بعد أن انفضح المستور، كنت أنتظر أن يتحرك كل ملاك الأصول التجارية المدرة للدخل باسم حقوق الإنسان لينددوا بالعنصرية السائدة في منظمة أمنستي، لكنهم أصيبوا بالخرس حتى لا يتآكل أكثر من اللازم رصيدهم، لقد خرسوا جميعا ويراهنون على إضرابات طوعية عن الطعام من أجل لي ذراع القضاء المغربي لتعطيل القانون.

 

(عن "شوف تيفي")