محمد الغلوسي: على فيصل العرايشي تصويب كاميراته باتجاه مطبخه الداخلي

محمد الغلوسي: على فيصل العرايشي تصويب كاميراته باتجاه مطبخه الداخلي محمد الغلوسي

بعد محاولات كثيرة لتمريغ صورة رجال ونساء التعليم في الوحل والنيل من قيمة المدرس الاعتبارية، يبدو أن الدور قد أتى على مهنة المحاماة لقتل رسالتها ووأدها في عيون الجمهور.

 

إن المتتبع للسلسلة التلفزيونية التي تعرض على القناة الأولى تحت عنوان "قهوة نص نص"، ومثيلاتها، لا يمكنه إلا أن يلتقط تلك الرسالة المسمومة التي يراد لها أن تدخل كل البيوت، وهي رسالة تريد أن تمحي من ذاكرة المغاربة الدور التاريخي للمحامين والمحاميات في الدفاع عن الحقوق والحريات وفضح الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان على مر التاريخ.

 

لقد شكل المحامون، ومازالوا، ذلك الصوت الذي يجهر بالحق ويتصدى بسلاح الحق والقانون لكل التجاوزات التي قد تحصل هنا أوهناك.. فالمحاماة أكبر من أن تنال منها التفاهة والرداءة التي تسوق في كل مكان ولم تجد من يقبل عليها وتصرف عليها أموال طائلة من جيوب المغاربة.

 

وعلى القائمين على الشأن الإعلامي ببلادنا، وعلي رأسهم السيد فيصل العرايشي، أن يصوب الكاميرات قليلا للمطبخ الداخلي لقنوات القطب العمومي المتجمد، الذي يستنزف أموالا طائلة لإشاعة التفاهة عوض تصويبها لتلطيخ صورة رسالة الدفاع وتعبيد الطريق لكل أشكال التحكم في المجتمع؛ وعلى المجلس الأعلى للحسابات أن يقوم بافتحاص مالية هذا القطب استجابة للنداءات المتكررة لفئات واسعة من المجتمع ومنظماته الحقوقية التي تطالب بالشفافية في تدبير مالية هذا المرفق العمومي... لكن يبدو أن المسؤولين على إعلامنا يدركون جيدا أن أي تقرير سينجز مستقبلا سيكون مصيره نفس مصير التقارير التي همت ذات القطب ولم تر طريقها إلى المحاسبة لذلك فهم مصرون على إنتاج الحموضة!!

 

إن استهداف المحاماة بعد استهداف رمزية المعلم والمدرسة العمومية ليست بريئة، إنه مخطط محبوك يستهدف أهم الحلقات (التعليم، المحاماة)، ويندرج ضمن مخطط عام يهدف إلى إخضاع المجتمع للفساد والريع وهدم كل مقومات الثقة في رموزه لفسح المجال للتفاهة والتسطيح لتكتسح كل الحقول.

 

- محمد الغلوسي، محامي ورئيس الجمعية المغربية لحماية المال العام