أحمد بومعيز: عصيان رئيس جماعة لوطا ودرس إفلاس السياسة

أحمد بومعيز: عصيان رئيس جماعة لوطا ودرس إفلاس السياسة أحمد بومعيز
هو العصيان المعلن والمعبر عنه علنا على قنوات التواصل الاجتماعي . عصيان بسبق إصرار وتعهد وتزكية . عصيان مؤسسة منتخبة. عصيان كيان مجالي. عصيان جماعة ترابية في شخص رئيسها. عصيان ممثل للشعب وللناخبين في منطقة ضمن التراب الوطني.عصيان مؤدلج بالبووز .عصيان شعبوي سمج . عصيان باسم المؤسسة الحزبية التي زكته. عصيان باسم من صوت على الرئيس  .عصيان تام قد يصير جماعيا. 
وأيضا ...هو عصيان للقوانين. عصيان لحالة الطوارئ. عصيان للسلطات المخول لها تطبيق القانون. عصيان للدولة وكفا. 
.. هو العصيان الذي عبر عنه علنا رئيس جماعة لوطا المنتخب. فالرئيس المنتخب قرر تمديد سلطاته، وقرر خرق حالة الطوارئ الصحية خلال شهر رمضان ضدا على قرارات الحكومة، وإباحة حالة التجوال والخروج إلى الشارع العام - إن وجد هناك شارع - إلى ساعات متأخرة من الليل بدل وقت الغروب. فمن أين أتى هذا الرئيس المنتخب بكل هذه السلط؟ وبكل هذه الجرأة؟ وبكل هذا الجهل؟ وبكل هذا العبث؟ وبكل هذه الهلوسة؟ 
الأكيد أن الرئيس ينتمي لحزب زكاه كي يترشح وينال أصوات المواطنين باسمه . وزكاه نفس الحزب وسانده كي يصير رئيسا. وربما قد يزكيه مرة أخرى. فالعصيان هنا موكول إلى  الحزب والأحزاب التي تزكي أمثال رئيس لوطا. ورئيس لوطا ليس وحيدا في الوطن. وللأحزاب مهمة تأطير المواطنين مبدئيا أو نظريا . فهل أطر حزب رئيس لوطا أطره ومنتخبيه قبل تأطير المواطنين؟ 
رئيس لوطا ليس نشازا، وهو نموذج لما يقع داخل أحزاب تتحول في فترة الانتخابات إلى وكالات مفتوحة لحجز مناصب في جماعات ترابية ومؤسسات منتخبة. أحزاب وفروع حزبية وهياكل تنظيمية تصير رهينة تشكيلات وبنيات موازية تحكمها لوبيات وعرابون وسماسرة ومرتزقة تسن قانونا خاصا لاختيار من يمثلهم ولا يمثل الشعب. وهم من طينة رئيس لوطا وغيره ممن فرضوا على الأحزاب وعلى المناضلين وعلى المواطنين وحتى على الدولة. 
ألا يقود مثال ونموذج رئيس لوطا إلى الكفر بالسياسة وبالأحزاب وبالإنتخابات وبالمؤسسات التمثيلية وبالمسلسل الديمقراطي برمته وبالدولة المدنية؟؟
ألا يقود هذا النموذج إلى النفور أكثر من صناديق الاقتراع والاستحقاقات التي ترهنها مصالح كائنات انتخابية هجينة وحربائية ومغامرة كرئيس لوطا المبجل؟ 
أجزم مرة أخرى أن رئيس جماعة لوطا ليس وحيدا وليس آخرا ولا أخيرا. ومن حسن حظنا مصادفة أنه يرأس جماعة صغيرة لا يتحاوز عدد ساكنتها 5000 نسمة( وهذا إشكال آخر حيث هناك جماعات ترابية وفق ذات التقطيع المجالي الميكروسكوبي  ) من حظنا مصادفة أنه لا يترأس مجلسا جماعيا لمدينة أو مركز حضري ذا تأثير أو كثافة سكانية مرتفعة . قد تكون الوضعية كارثية لما يعلن رئيس مجلس جماعي منتخب عصيانه ضد الدولة . هي اللادولة إذن..
وقبل أن نصل إلى حالة تمدد العصيان وعدواه إلى رؤساء جماعات من طينة رئيس لوطا، ألا يحق لنا أن نسائل أحزابنا في شأن منهجيات اختيار منتخبيها وممثليها في المجالس؟ 
ألا يحق لنا أن نسائل أحزابنا عن بيداغوجيا الاختيار، وجدلية المنهجية والوسيلة والهدف، و تمارين الديمقراطية التمثيلية المفترضة  ؟ 
ألا يحق لنا أن ننبه الحكومة والدولة إلى خطر المنتخبين من شكيلة رئيس لوطا؟ ونقول أنهم الخطر الأكيد وليس الخطر هو الأساتذة والأستاذات الذين يسحلون في الشوارع ويرمون في الزنازن لأنهم خرجوا للشارع سلميا للإحتجاج المشروع . 
فآه يا وطن ! آه !! من مؤسسات منتخبة باتت تجرنا إلى الهاوية!!