لا ينكر احد من المؤرخين الشرفاء الدور الذي قامت به فجيج في مساندة الثورة الجزائرية والجزائريون أنفسهم يشهدون على المساندة المطلقة التي حظوا بها أهالي الغرب الجزائري، إبان الاحتلال الفرنسي، وحكى لي زميل أن أحد أخواله اسمه قيد حياته مرزوق محمد كان من بين شهداء الثورة الجزائرية وقد أطلقت عليه جبهة التحرير اسما حركيا هو الغول ونشرت المجاهد صورته إلى جانب الشاذلي بن جديد في ثمانينات القرن الماضي.
مرزوق محمد بن الحاج محمد واحد من مئات الأسماء الفيجيجية التي ضحت وماتت وتيتمت فلذات كبدها دفاعا عن الجزائر وعن استقلالها من بطش الاستعمار الفرنسي.
الفيجيجيون ومعهم المغاربة يعرفون الدور الذي قاموا به ولا يطمحون إلى أن تمنحهم دولة العسكر نياشين مقابل تضحياتهم والشعب الجزائري لا ينسى الدور الذي قاموا به في مساندة استقلال البلد.
لكن لماذا تقابل الطغمة العسكرية الجاثمة على نفوس الشعب الجزائري إحسان أهل فجيج بالإساءة إلى سكانها الآن.
أهل فجيج يعرفون ويعترفون أن منطقة العرجة هي تراب جزائري، لكن ملكية الأرض هي لأهل أو لبعض أهل فجيج تماما مثلما توجد أملاك جزائرية في التراب المغربي. فهل استغلال الإنسان لملكه ولأرضه في التراب الدولة المجاورة بعد تعديا على تراب هذه الأخيرة؟
إن أهل فجيج لا يطالبون بغير أحقيتهم في استغلال أراضي مملوكة لهم بموجب عقود زمنية أبدية في تراب الدولة المجاورة وهذا حق محفوظ دوليا في القانون الدولي المعمول به في العالم.
لكن لا أظن أن كابرانات فرنسا يحفظون العهود والمواثيق والأعراف والجوار. أنهم الآن يبحثون عن كبش فداء للهروب من الحراك المبارك الذي يقوده الشعب الجزائري المغبون بهيمنة لصوص المال العام بالجزائر لخلق بؤرة خارجية يعلقون عليها فشلهم الذريع في صون أموال الشعب الجزائري المغذقة بسخاء على مرتزقة وانفصاليي البوليساريو ضدا في الجار الغربي.
إن أهل فجيج يعرفون حقوقهم ويعرفون حدودهم، أيضا، لكنهم لا يستغربون كون الجنرالات الخمسمائة أداروا ظهورهم لمن كانوا بالأمس ثوارا وملاذا لهم ومعهم ضد المستعمر.
ففجيج مدينة متجذرة في أعماق التاريخ ولا تحتاج على عمود من غير لحمتها تستند إليه.
تبا لحكام لا يعرفون لغة غير السيف وقطع الرؤوس والمجد لمحمد مرزوق بن محمد الحاج ومن مات معه من المغاربة شهداء الدفاع عن استقلال الجزائر.