أحمد بومعيز: بنكيران ضد تقنين الكيف والجوان!!!

أحمد بومعيز: بنكيران ضد تقنين الكيف والجوان!!! أحمد بومعيز

... هو بنكيران يا قوم المكذبين. هو بنكيران لا ينطق عن الهوى.. هو بنكيران قالها بعظمة لسانه قبل أن يخطها بخط الأمي على ورق زبدة مديل بخربشة الصبي. قال لا لأصدقائه الخمسة. وقال لا للحكومة. وقال لا لتقنين الكيف. وقال لا لمن يخالفونه الرأي. وهو العارف العالم السميع البصير المتكبر. نعم هو المتكبر المستبصر العارف بخبايا الدولة والكيف ومزاياه حين يكون محررا غير مقنن.

 

فقط قوم المكذبين لا يفقهون القول. ولا يعلمون سر ولغز وحكمة بنكيران في رفض تقنين الكيف والجوان. أنا بالفعل بدأت أفهم بنكيران. وندمت على تأخري في الفهم. وأنا سمعت بأم أذني نقاش شابين في ناصية زنقة شعبية وهما يتطارحان نظرية بنكيران في تحرير الكيف والجوان. قال أحدهما إن في أمر التقنين خطورة على سيولة" الزطلة" وجودتها وكميات عرضها في الأسواق الشعبية. ووافقه الآخر الرأي... بل نبهه إلى خطورة وضع المستهلكين الشعبيين والبسطاء من المواطنين بعد التقنين المرتقب. وقال إن الأمر سيتعصي على البسطاء من أجل الحصول على الحصة اليومية من "النكعة". وإن الأمر قد يتطلب رخصة حكومية ورسمية، وإن البزناسة الشعبيين سيجدون نفسهم في عطالة مفتوحة. وإنهم سيشكلون تنسيقيات محلية ووطنية للدفاع عن حقهم في ترويج الزطلة شعبيا وبدون رخصة...

 

نعم، الآن بدأت أعي خطورة أمر التقنين. وأعي مدى حكمة بنكيران ونظرته المستقبلية. وتفانيه في الدفاع عن المستضعفين والفقراء. من أصحاب البلية الحلال بالكيف والجوان، إلى تجار الكيف والمقسطين البسطاء في الأزقة والدروب والأسواء الشعبية. إنها حكمة الشيخ والرئيس والحكيم.

 

وأيقنت أن في الأمر خطورة على حزب العدالة والتنمية، لذلك رفض بنكيران كل المفاوضات. وطلق الحزب. وجمد عضويته. وخاصم وقاطع أصدقاءه الخمسة. وهم أقرب الناس إلى قلبه. وهم الخمسة المبشرين باللجنة. رغم ذلك وقف في صف الكيف وتحريره من قيود التقنين. وبنكيران لا يحب التقنين. ولا يحب التلاعب بما لا يرضي ضميره وعناده. وهو العارف والأصدقاء الخمسة أنه يحكم بما أنزل الله والقرآن. والقرآن لم يذكر لا الكيف ولا القنب ولا الجوان. ما ذكر الله في القرآن هو اقتطاع أجور المضربين فنفذها بنكيران. والقرآن لم يذكر أيضا أن لحكومة الإسلامويين الحق في الاستفادة من مداخيل الشراب والخمر والحانات والبارات. هذه ليست حراما. والحرام هو أن يتقاعد الموظف في الستين. أن يتقاعد الموظف وهو على قيد الحياة. والحلال هو تحرير الأسعار. والحلال هو إسقاط صندوق المقاصة. والحلال هو تحرير أسعار المحروقات.

 

هذا هو الحلال في فقه بنكيران. والحرام هو التوظيف الحكومي. والحلال هو التعاقد. والحرام هو هيكلة الاقتصاد الوطني. والحلال هو الاقتصاد الغير مهيكل من حشيش وكيف وغيره...

 

والآن.. وبنكيران يعلن العصيان على الحزب وعلى الإخوان. ويخاصم الأصدقاء الخمسة، والأمر يذكرني بقصص الأطفال التي كانت بنفس العنوان "الأصدقاء الخمسة" وقصص "اللص الظريف أرسين لوبين". وبنكيران يشق حزب الإخوان إلى من مع تقنين الكيف والجوان؟ ومن مع تحرير الكيف والجوان؟ ويشق الأمة بكاملها: من مع التقنين ،ومن مع ترك أمر الكيف والجوان شورى بنهم، بين المسلمين، والمستهلكين المستضعفين، والمستهلكين خارج الوطن، والبزناسة المحليين، والبزناسة الدوليين ،والمروجين العابرين للحدود..

 

إنها خطة بنكيران الجديدة لإعادة هيكلة منهجية النقاش السياسي في الوطن. ونحن على أبواب الانتخابات.. بنكيران يدخلنا من جديد إلى قاموسه العجائبي.. وقاموس هذه المرة، لا لتمرير قانون تقنين الكيف والجوان.