التعليم عن بعد يخرج الطلبة المهندسين إلى ساحات الاحتجاج

التعليم عن بعد يخرج الطلبة المهندسين إلى ساحات الاحتجاج سعيد أمزازي وزير التربية الوطنية والتكوين المهني
- 74 ساعة من أصل 480، هو معدل عدد ساعات التعليم الحضوري التي استفاد منها كل طالب مهندس خلال السنة الجامعية الحالية.
- 2580 طالب مهندس بمدينة الرباط استفادوا من 0 ساعة من التعليم الحضوري.
كل هذا جعل الطلبة المهندسين بمختلف المدارس العليا إلى خوض إضراب احتجاجي على ما اعتبروه "مهزلة التعليم عن بعد واستمرار إغلاق الداخليات والأحياء الجامعية"، وذلك أيام 8 و9 و10 مارس 2021.
وحسب بلاغ الاحتجاج فمازال الطلبة المهندسون يعيشون تحت وطأة كابوس التعليم عن بعد واستمرار إغلاق الداخليات والأحياء الجامعية، وقد تعددت البلاغات والبيانات المنادية بإيجاد حل سريع للإشكالات التي تم تسجيلها طيلة الفترة الماضية من مختلف الفاعلين الطلابيين على رأسهم التنسيقية الوطنية بمختلف المدارس والمعاهد المنضوية تحت لوائها، وكذا من طرف العديد الفاعلين النقابيين والسياسيين. وقد حذر الجميع من مغبة الاستمرار في نهج هذه السياسة التدميرية للتكوين الهندسي، خاصة وأن هذا الأخير له شروط وآليات مضبوطة في الكيفية والزمن، ولا يمكن بأي حال من الأحوال تعويضها بالتعليم عن بعد، مهما حاولت واجتهدت الإدارات في توفير الشروط الملائمة له.
إن الاستمرار في نهج نمط التعليم عن بعد وإغلاق الداخليات والأحياء الجامعية تحججا بالوضعية الوبائية هو تصدير للأزمة وتملص من المسؤولية وهروب إلى الأمام، وتشبت بأسهل الحلول وأفظعها، بدل البحث عن أنجع الحلول وإن كان أصعبها؛ ولن يعترض عاقل على أن هذه الحلول مهما كان ثمنها هي ثمن بخس ومجهود لا يذكر بالنظر إلى المكاسب التي سيحققها للبلاد وتنميتها، ولعل أبرز هذه المكاسب هو تكوين دفعات من المهندسين الشباب الذين سيجرون قاطرة التنمية ببلادنا في المستقبل القريب، والذين اقتنعوا، بعد هذا المجهود المأمول، بأن هناك دولة تهتم بهم وتبذل الغالي والنفيس للحفاظ على تكوينهم، ولا تقبل أي تدنٍّ في جودة تكوينهم مهما كانت الظروف، وعيا منها بأن ذلك سيؤثر لا محالة على تنمية البلاد وإشعاعها. ما أحوجنا أن يصبح هذا السيناريو المأمول حقيقة واقعة.
إن المتتبع لهذه القرارات الغريبة يقف مصدوما من هول عبثيتها وكارثية نتائجها. وقد دق أساتذتنا في مدارس ومعاهد المهندسين ناقوس الخطر منذ زمن بعيد، وأكدوا بدورهم أكثر من مرة في أكثر من مناسبة على عبثية هذه القرارات.
وفي هذا السياق أجرت التنسيقية الوطنية للطلبة المهندسين بالمغرب رصدا وطنيا لوضعية التعليم عن بعد من جهة ونسبة الاستفادة من التعليم الحضوري من جهة أخرى )قد ننشره فيما بعد للاطلاع كوثيقة مرجعية(، وقد جاءت النتائج صادمة بشكل خطير، فمن أصل 4771 طالب مهندس بـ 7 مدارس ومعاهد شملهم الرصد موزعين ما بين مدن مكناس والدار البيضاء والرباط، لم يستفد كل طالب مهندس إلا من 74 ساعة من التعليم الحضوري أي ما يعادل 15.40% من الساعات المفترضة! والأخطر هو أن 2580 طالب مهندس بمدينة الرباط، أي ما يعادل 54% من الطلبة المهندسين المشمولين في هذا الرصد، لم يستفيدوا ولو من ساعة واحدة يتيمة من التعليم الحضوري، بل لم تطأ أقدامهم بعد المدارس والمعاهد!