زهرو: نشر استقالة الرميد قبل أن تصل بين يدي جلالة الملك فيه خرق للأعراف المخزنية

زهرو: نشر استقالة الرميد قبل أن تصل بين يدي جلالة الملك فيه خرق للأعراف المخزنية رضوان زهرو، أستاذ التعليم العالي جامعة الحسن الثاني الدارالبيضاء
لوحظ أن الاستقالات والتلويح بالاستقالات والتراجع عنها سريعا أصبحت الرياضة المفضلة لدى قيادات حزب العدالة والتنمية. هذا الأمر يحتاج حقيقة إلى دراسات وأبحاث للوقوف على أسباب هذه التلويحات وهذه الاستقالات المتكررة، بمناسبة ومن دونها، لسبب ودون سبب.
فلا يمر يوم من دون أن نسمع عن استقالة ومؤخرا، وفي وقت متزامن، سمعنا عن استقالة عبد العزيز العماري، واستقالة المقرئ أبو زيد واستقالة الرميد واستقالة الأممي، ولا شك ستتلوها استقالات أخرى في المستقبل. والغريب أنها جميعها يتم التراجع عنها بطلب من هذا أو ذاك.
رسالة استقالة الرميد الأخيرة الموجهة إلى رئيس الحكومة هي من المفروض أن تكون مسألة داخلية وسرية، لكن تم تسريبها ونشرها على نطاق واسع في وسائل الإعلام المختلفة.
وبغض النظر عمن سربها أو نشرها. فلا أعتقد أن السيد رئيس الحكومة أو السيد وزير الدولة (وهو الرجل القانوني والحقوقي الكبير) سيقبلان، بنشر الاستقالة حتى قبل أن تصل بين يدي جلالة الملك، ما فيه خرق للأعراف المخزنية المرعية ولما جرى به العمل.
وما يبعث على الاستغراب حقا هو أن هذه الاستقالات تأتي في نهاية الفترة الحكومية، وليس في بدايتها أو حتى منتصفها، كما أنها لا تكون في الكثير من الأحيان معللة، بسبب واضح وموضوعي أو لموقف مبدئي تجاه سياسة عمومية أو قانون أو نتيجة الشعور بتحمل المسؤولية الشخصية المباشرة عن قرار ما أو إجراء معين.