شفيق : ظلال صندوق الاقتراع وجاذبية كراسي التدبير الوتيرة

شفيق : ظلال صندوق الاقتراع وجاذبية كراسي التدبير الوتيرة محمد شفيق
ضربتان موجعتان يتلقاها البيت السياسي لحزب العدالة والتنمية ممثلة في استقالة مصطفى الرميد من الحكومة التي يتزعمها ذات الحزب، واستقالة  إدريس الأزمي من رئاسة المجلس الوطني.
الدواعي والمبررات المرافقة لحدث الاستقالة لم تفلح كثيرا في إقناع المتابعين للشأن السياسي والحزبي ، فاللحظة الوطنية لحظة خاصة ممهورة بالاستعداد للتنافس الانتخابي وبكونها ساعة تقديم حصيلة ولاية تدبير للعمل الحكومي أمام الرأي العام والدفاع عن ما قد تتضمنه من إنجازات، فضلا عن كونها تعرف غليان داخليا على المستوى التنظيمي للحزب جراء المواقف الأخيرة من أحداث وطنية وازنة، وفي مقدمتها دفء العلاقة مع إسرائيل وما استتبع ذلك من نقاش داخلي واجهه الحزب بكثير من الهشاشة والوهن والتماسك المؤقت.
كيف يمكن إذن فك رموز رسائل هذه الإستقالة؟
ليس من باب الصدفة ولا توارد الخواطر الإقدام على تقديم الإستقالة من طرف قياديين داخل الحزب، بل أزعم أن الأمر يندرج ضمن ترتيب مسبق يمكن الإمساك ببعض تفاصيله باستحضار الجدلي بين السياسي والتنظيمي.
إن استقالة الأزمي من رئاسة مؤسسة وازنة داخل منظومة هيئات الحكامة الداخلية يؤشر عن مسعى لتغيير تنظيمي يدين تدبير العثماني وفريقه الموالي للوضع الحزبي، ويعبر عن قلق ومخاوف داخلية حقيقية لمناضلي هذا الحزب فيما يخص مستقبل الحزب السياسي ومكانته الانتخابية وقدرته على المحافظة على مكاسبه السابقة والتي قادته نحو رئاسة الحكومة، وكذا العديد من الجماعات الترابية.
أما استقالة السيد الرميد كوزير في الحكومة بالرغم من وضعه الصحي فهي تمثل بداية إعلان عن نوع من الممانعة تجاه المواقف الرسمية والتوقف عن مباركتها و الاستمرار في تحمل تبعاتها وآثارها البليغة على شعبية الحزب وصورته العامة، استقالة لأسباب تبدو مختلفة ظاهريا ولكن توحدها ظلال صندوق الاقتراع وجاذبية كراسي التدبير الوتيرة.
محمد شفيق فاعل جمعوي