محمد بهجاجي: من أجل فضاء جديد للحرية والديموقراطية

محمد بهجاجي: من أجل فضاء جديد للحرية والديموقراطية محمد بهجاجي
لأنني أحب البلاد مثل كل المغاربة الأحرار، ولأنني أتوق إلى أن يتواصل حضور المغرب المشع، وإلى أن تتراكم إنجازاته المميزة قياسا إلى محيطنا  الإقليمي والعربي والإفريقي، يطيب لي بمناسبة  مرور عشر سنوات على حركة 20 فبراير أن أؤكد اعتزازي  بالانتماء إلى المغرب  جذورا عريقة، وأجنحة  تحلق  دائما نحو الأعالي. 
انطلاقا من ذلك لا أقبل أن يستمر وضعنا المفارق كما تطور في السنوات الأخيرة. 
لا أقبل أن نظل نتحرك بوجهين: بروح الاختيارات الحداثية وبالمكتسبات الهامة التي يقودها جلالة الملك شخصيا في مجال توطيد وحدتنا الترابية حيث حققنا انتصارات كبرى، كما هو الأمر بالنسبة إلى إصلاح عدد من القطاعات الاجتماعية الحيوية، وإلى الأوراش الكبرى مثل الإعمار وشق الطرق والنقل وتأسيس البنيات الثقافية الكبرى. ثم التدبير الموفق لمواجهة جائحة كوفيد 19.
لكننا مقابل ذلك نتحرك بالوجه البشع، بالتراجعات معبرا عنها بـ:
ـ غياب سياسة عمومية ذات عنوان محدد: صيانة كرامة الإنسان ونصرة الحق عبر إقرار العدالة الاجتماعية، وتأمين الإنصاف المجالي، وإصلاح نظام الأجور والضرائب والتعويضات، وتحقيق الديموقراطية الثقافية.
 ـ التلكؤ في محاربة الفساد، وفي محاصرة جدية لثراء الريع، وفي عدم تحريك مسطرة ربط المسؤولية بالمحاسبة.
- تهميش البحث العلمي والإبداع والفكر والمفكرين مقابل دعم منظومات التفاهة في العمل الحزبي، وفي التعليم والإعلام.
ـ مواصلة محاصرة المجتمع المدني، ومنع التجمعات، والتنكيل بالمتظاهرين، واعتقال المخالفين للرأي،  ونشطاء التعبيرات الاحتجاجية القطاعية والوطنية كما في حالة أبنائنا  في الريف، والأساتذة والأطباء الداخليين والباحثين وغيرهم من الغاضبين على سوء توزيع الثروة واستمرار سيادة الظلم.
إن الحكمة التي من المفروض أن تشبه ثقتنا ببلادنا، واعتزازنا بتاريخنا تفرض أن يبدأ المغرب صفحة جديدة من اليوم. 
كل شيء يدعم هذا القرار: اعتزاز شعبي بملك البلاد وبوحدة ترابه، استقرار عام وفضاء موسع نسبيا للحريات، وثقة عربية ودولية في مكانة المغرب. 
وإذن ما الذي يمنع من أن نمتع البلاد بأنفاس جديدة، ونعزز سلطة القضاء، وأن نعيد الحرية  لكل المعتقلين، وأن نعاقب المجرمين الحقيقيين قطاع الطرق الذين يعارضون حق المغرب في الرخاء والحرية؟ 
على المغرب الذي نعتز به أن يحتكم على الأقل إلى روح الدستور لنهزم المفارقات، ولنرفع عنه النتانة المقيمة في مكان ما من المملكة.